أعضاء مجلس الشيوخ الكولومبي ينتفضون ضد قرار الرئيس الاعتراف بـ”البوليساريو”

sabk27 أكتوبر 2022آخر تحديث :
أعضاء مجلس الشيوخ الكولومبي ينتفضون ضد قرار الرئيس الاعتراف بـ”البوليساريو”

انتفض أعضاء بمجلس الشيوخ الكولومبي من مختلف الأحزاب السياسية مساء أمس الثلاثاء، ضد قرار الرئيس غوستافو بيترو الاعتراف بـ”الجمهورية الوهمية للبوليساريو”، وذلك خلال تقديم ملتمس موقع بأغلبية ساحقة يعتبر موقف الرئيس اليساري “يتعارض مع المبادئ الأساسية للدبلوماسية الكولومبية”.
وفي هذا الصدد، انتقد السناتور خيرمان بلانكو ألفاريز، عضو حزب المحافظين (في السلطة) ورئيس مجلس النواب السابق، قرار الرئيس غوستافو بيترو الذي يضر بالعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع المغرب.
وذكّر السناتور، خلال هذه الجلسة العامة، بمختلف الاتفاقيات الموقعة بين المغرب وكولومبيا، بما في ذلك اتفاقية الإعفاء من التأشيرة، وكذلك التقدم المحرز في العلاقات الثنائية التي باتت جدواها مهددة اليوم بسبب التدخل الكولومبي في الشؤون الداخلية للمملكة.
وأردف أنه “لا ينبغي للدولة الكولومبية أن تتدخل في شؤون الدول الأخرى. فهذا الكيان (البوليساريو) ليس سوى حركة انفصالية”.
وأضاف أنه لا الدول العربية ولا الأمم المتحدة تعترف بهذا الكيان الذي ترعاه الجزائر، واصفا (البوليساريو) بأنها “حركة انفصالية وإرهابية”، ومستنكرًا حقيقة انضمام كولومبيا إلى حفنة من الدول مثل الجزائر التي تعترف بالكيان الوهمي.
وشدد على أنه “يجب على الرئيس الكولومبي، الذي اكتشف وثيقة تعود إلى عام 1985 لتبرير قراره بالاعتراف بالكيان الوهمي، أن يعرف أن “الخريطة الجيوسياسية للعالم مختلفة تمامًا اليوم (…) حيث لم يعد هناك جدار برلين ولم يعد هناك الاتحاد السوفياتي: كان السياق السياسي للعالم مختلفًا تمامًا في ذلك الوقت”.
وفي تقدير السناتور الكولومبي، فإن بيترو الذي كان يُعلن مواقفه على الشبكات الاجتماعية منذ عام 2010 قبل أن يصبح رئيسًا، فلا حرج في ذلك، “لكن اليوم هو رئيس البلاد ويتعين عليه أن يتصرف على هذا النحو”.
واستطرد “اليوم لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا في بلد ديمقراطي مثل بلدنا، أن نعترف بجماعة انفصالية على أساس أنها دولة، للإضرار بالعلاقات مع المغرب”، داعياً وزير الخارجية إلى إعادة النظر في هذا الموقف.
كما انتقد عضو مجلس الشيوخ، غلوريا فلوريز شنايدر (حزب هيومانا الكولومبي)، رئيسة اللجنة الدستورية الدائمة الثانية التي كانت من بين المحرضين الرئيسيين على قرار الرئيس.
ومن جانبه، أكد خوسي لويس بيريز أوويلا، من حزب التغيير الراديكالي (يمين)، أن المغرب يتمتع بتقاليد عريقة من العلاقات الجيدة مع كولومبيا منذ أكثر من 40 عاما، في ظل التبادل الثقافي والأكاديمي والتعاون الثنائي.
وشدد على أنه ينبغي على كولومبيا، أن تدعم مشروع الحكم الذاتي في الصحراء، قائلا “ندعو وزارة الخارجية إلى توخي الحذر في ما يتعلق بالعلاقات التاريخية والمستقرة (مع المغرب)، بشأن هذا القرار المتعلق بالاعتراف بالبوليساريو”.
وبدورها أعربت عضو مجلس الشيوخ، باولا هولغوين مورينو (الوسط الديمقراطي) عن دعم مجموعتها البرلمانية للملتمس الذي وقعته الأغلبية الساحقة من 62 من أعضاء مجلس الشيوخ من أصل 108، مشيرة إلى أن جبهة (البوليساريو) لا تتمتع بأية صفة رسمية لدى الأمم المتحدة.
واستطردت “نحن قلقون بشأن الاعتراف بجماعة مسلحة وممثليها الذين ليس لهم تمثيل في الأمم المتحدة (…) منذ عام 1969، حافظت كولومبيا والمغرب على علاقات دبلوماسية دون انقطاع، وفي العام الماضي تم التوقيع على أربع اتفاقيات بشأن الإعفاء من التأشيرة، ومحاربة تهريب المخدرات والنقل الجوي وكذا مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي”.
وأضافت أن المغرب قدم في 2007 مبادرة لحل النزاع حول الصحراء، مضيفة “نحن نعلم أن العلاقات الدبلوماسية هي مسؤولية دستورية على عاتق السلطة التنفيذية، لكننا نعلم أننا، كبرلمانيين، لدينا التزام فيما يتعلق بهذا الموضوع الحساس. يتعلق الأمر بحق السيادة وهي قضية بين يدي الأمم المتحدة”.
وكان مجلس الشيوخ الكولومبي قد أعرب، مساء الثلاثاء، من خلال ملتمس عن “رفضه القاطع” و”عدم موافقته المطلقة” على قرار الرئيس إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الوهمي، والذي “يتعارض مع المبادئ الأساسية للدبلوماسية الكولومبية”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة