الجوهري: تتويج “العبد” بالغردقة يؤكد قوة السينما المغربية بلا دعم أجنبي

sabk24 سبتمبر 2024آخر تحديث :
الجوهري: تتويج “العبد” بالغردقة يؤكد قوة السينما المغربية بلا دعم أجنبي

اقتنص فيلم “العبد” للمخرج عبد الإله الجوهري الجائزة الفضية من مهرجان الغردقة لسينما الشباب في دورته الثانية، كما منح لبطله الممثل سعد موفق جائزة أفضل ممثل.

وفي هذا الإطار، قال المخرج عبد الإله الجوهري إن حصول الفيلم على هاتين الجائزتين، ينضاف إلى سلسلة تتويجات بلغت بهما 14 تتويجا في مختلف التظاهرات الفنية، مما يؤكد “قوة هذا الشريط المغربي الأصيل باعتباره مصنوعا بإمكانيات مغربية ولم يعتمد في تمويله على أي سنتيم من أي صندوق أجنبي، إذ يجب أن نعرف أن الأفلام التي يصنعها المغاربة بإمكانياتهم وفكرهم المغربي تحقق نجاحات مهمة”.

وعن تتويج الممثل سعد موفق بجائزة جديدة عن دوره في الفيلم، قال إنه “سعيد ليحصل فيها ممثل مغربي لأول مرة على أربع جوائز عن دوره في فيلم معين، لذلك فسعد موفق تفوق وسعيد لأجل حصوله على هذه الجوائز بمهرجانات مختلفة في دول مختلفة”.

وأضاف الجوهري في تصريحه للجريدة أنه يهدي الجائزة الفضية الجديدة إلى صناع الفليم من منتجه وطاقميه التقني والفني وجميع الممثلين، وإهداء للمغرب أيضا بحسبه.

ويسافر فيلم “العبد” بالمشاهد في رحلة مدتها 100 دقيقة، تغوص في عالم شاب يُدعى “إبراهيم” يدفعه الشعور بـ”عدم الرضا” إلى البحث عن العبودية في قالب فلسفي يعكس “سلب الحرية” و”القمع” و”الخضوع للغير”، وذلك في إطار المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.

ويرصد فيلم “العبد”، تخبط إبراهيم بين الحرية والعبودية في آن واحد، بحثا عن الخلاص من الشعور بعدم الرضا والطمأنينة، في إشارة إلى أن الإنسان المعاصر ليس حرا كما يعتقد، إنما تحكمه مجموعة من الضوابط والقواعد والقوانين التي تسلبه حريته أمام مجموعة من الالتزامات المفروضة عليه بشكل يومي سواء في العمل أو الشارع أو في علاقته مع لآخر.

الشعور بـ”القيود” وعدم التمتع بـ”الحرية” سيدفع إبراهيم إلى عرض نفسه للبيع، والمطالبة باشتغاله عبدا لدى الغير في سوق شعبي، وسط استغراب المارة.

ويعيش إبراهيم بين الحاضر الذي تغيب فيه الطمأنينة والاستقرار، والماضي الذي ظل عالقا في ذاكرته، ويسحبه إلى مشاهد “القمع” و”كبح حريته” في طفولته من قبل والدته.

ويظهر الفيلم أن إبراهيم يلجأ إلى رجل أعمال من الطبقة الغنية، ليصبح عبدا لديه، ظنا منه أن خضوعه له سيشعره بالطمأنينة، بعدما قطع علاقته مع الله وفقد إيمانه، وفق تصور الفيلم.

ويصُور الفيلم مشاهد “العبودية” في عصرنا الحالي، عبر مجموعة من العمال الخاضعين لرب العمل الذي يتحكم في مصيرهم، بسبب التزاماتهم وقروضهم البنكية.

ويحمل الفيلم رسالة في نهايته تشير إلى أن الحب والخير هما مصدرا السلام والحرية والطمأنينة، من خلال مشهد يوثق “وقوع إبراهيم في حب ابنة رجل الأعمال (بنعمر) واقتناعه بأن حبه لها أعاده إلى الحياة من جديد ومنحه الحرية التي ظل يبحث عنها لسنوات”.

وشهدت فعاليات مهرجان الغردقة لسينما الشباب فى دورته الثانية، والتي افتتحت يوم الخميس الماضي، تقديم العديد من عروض الأفلام والندوات، إلى جانب تكريم المخرجة المصرية ساندرا نشأت، والمنتج المصري هشام عبد الخالق، والفنانة اللبنانية دياموند أبو عبود.

وتنافس 47 فيلما على جوائز الدورة الثانية للمهرجان، منها تسعة أشرطة في مسابقة الأفلام الطويلة، و20 شريطا في مسابقة الفيلم القصير إلى جانب 18 فيلما في إطار مسابقة أفلام الطلبة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة