قال ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية (ACCAD)، إن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش ألقى الضوء على ضرورة ابتكار حلول مستدامة لمواجهة شح الموارد المائية، وهو تحدٍ يتجاوز المغرب ليشمل دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
في مقاله بعنوان “آفاق واعدة تنتظر الشراكة المغربية الصينية في تحلية المياه”، أشار بوشيبة إلى أهمية الشراكات الدولية في مجال تحلية المياه، مبرزًا التجربة الصينية كنموذج ملهم. وشدد على أن تحقيق الاستقلالية في تحلية المياه يتطلب رؤية استراتيجية طموحة، مبنية على نقل التكنولوجيا والخبرات.
نص المقال:
في خطابه الملكي بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش، شدد جلالة الملك محمد السادس على أهمية معالجة التحديات المائية التي تواجه المغرب، داعيًا إلى تسريع مشاريع تحلية المياه وتطوير صناعة وطنية متكاملة. وقد قدم الخطاب الملكي دعوة للعمل الجاد والمبتكر لضمان مستقبل مائي آمن، مما يضع المغرب كمثال رائد في الإدارة الحكيمة للموارد المائية.
أبرز جلالة الملك في خطابه الحاجة إلى حلول مبتكرة لمواجهة شح المياه، مشددًا على أهمية تعزيز استقلالية المملكة في هذا القطاع. وقد طرحت رؤية جلالته مشاريع طموحة لتحلية المياه، مما يعكس التزامه بتحقيق أمن مائي مستدام.
تحقيق الاستقلالية في مجال تحلية المياه يتطلب شراكات دولية قوية لنقل التكنولوجيا والخبرات، وهو ما يتجسد في التجربة الصينية التي توفر نموذجًا ملهمًا. الصين، التي واجهت تحديات مائية مشابهة قبل أربعة عقود، نجحت في بناء قدرات متطورة في هذا المجال عبر استثمارات ضخمة ونقل التكنولوجيا، مما يجعلها نموذجًا يستحق الدراسة.
المغرب، عبر جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية (ACCAD)، أطلق مسارًا واعدًا لتعزيز التعاون في مجال تحلية المياه، بدءًا من زيارة ملكية إلى بكين في 2016، وصولًا إلى تأسيس شراكة مغربية-صينية في 2019. وتوجت هذه الجهود بنجاح ملموس، منها إنشاء وحدة تجريبية لتحلية المياه الجوفية المالحة في أرفود، وإيفاد الطلبة المغاربة إلى الصين للحصول على تعليم متقدم في هذا المجال.
في عام 2022، أبرم المغرب أول عقد لبناء محطة تحلية مياه مبتكرة، مما يعكس تقدمًا ملحوظًا في تحسين الموارد المائية. هذا النموذج التعاوني يقدم فرصة لتوسيع الشراكات الدولية وتعزيز قدرات المغرب في تحلية المياه، ويتيح للصين فرصة للتوسع في أسواق جديدة.
تفتح هذه الشراكة الاستراتيجية آفاقًا واسعة لكلا البلدين، مما يعزز التفاهم والتعاون الدولي ويسهم في حل تحديات المياه العالمية.
عذراً التعليقات مغلقة