ترامب يسعى لتوسيع قاعدته الانتخابية عبر تخفيف حدة خطابه

في خطوة تهدف إلى توسيع قاعدته الانتخابية لتشمل الناخبين الأكثر اعتدالاً، يبدو أن الرئيس السابق دونالد ترامب، المعروف بتصرفاته المثيرة للجدل، بدأ يعتمد نوعاً من الرقابة الذاتية. يأتي هذا في إطار استراتيجية متكاملة تمهيداً لانتخابات نوفمبر المقبلة.

وفي سياق هذا التوجه الجديد، خفف ترامب، البالغ من العمر 78 عاماً، من حدة خطابه بشأن قضايا رئيسية مثل الهجرة والإجهاض. يرى محللون أن هذا التغيير مدعوم بثقته في ولاء قاعدته المحافظة، وإدراكه أن النهج المتشدد لا يحظى بدعم أغلبية الرأي العام، خصوصاً في ما يتعلق بالإجهاض.

في الآونة الأخيرة، تبنى ترامب برنامج الحزب الجمهوري الذي يترك مسألة الإجهاض للولايات، متخلياً عن الدعوة لحظره على مستوى البلاد. وبالرغم من أنه سيصبح رسمياً مرشحاً للحزب الجمهوري في مؤتمر الحزب الأسبوع المقبل، فقد ندد بوثيقة “مشروع 2025”، التي صاغتها مؤسسة بحثية محافظة تضم عدداً من حلفائه المقربين. وقد انتقد ترامب المقترحات الواردة في هذه الوثيقة، واصفاً إياها بأنها “سخيفة تماماً وفظيعة”، دون تحديد المقترحات التي يقصدها.

وعلى الرغم من دفاعه سابقاً عن أفكار مشابهة، فإن ترامب يحاول الآن تصوير نفسه على أنه يجسد “حزب المنطق السليم”، في محاولة واضحة لاستمالة الناخبين من جميع المشارب.

جذب عدد أكبر من المؤيدين

تبدو استراتيجية ترامب الحالية واضحة. ووفقاً لماثيو كوتينيتي من معهد الأبحاث “أميركان انتربرايز إنستيتيوت”، فإن ترامب يستغل هذه اللحظة لجذب عدد أكبر من المؤيدين من خارج قاعدته المحافظة المعتادة. وبالرغم من هزيمته في انتخابات 2020، ظلت فئة الناخبين الدينية اليمينية موالية له إلى حد كبير.

ويعتقد كوتينيتي أن بإمكان ترامب الآن البدء في طرح برنامج وشخصية تجذب ناخبين من الائتلاف الديمقراطي.

ضبط نفس غير عادي

من الناحية الشكلية، أظهر ترامب قدراً كبيراً من ضبط النفس. فقد حافظ على مسافة من النقاشات المرتبطة بحالة الرئيس جو بايدن الصحية والذهنية. حتى في خطاباته البارزة بشأن الهجرة، بدت نبرته أقل حدة مما كانت عليه في الأشهر الأخيرة.

ومع ذلك، يحذر جوليان زيليزر، الأستاذ في جامعة برينستون، من أن لا ينخدع أحد بهذا التغيير الظاهري. ويؤكد زيليزر أن “ليس هناك سبب للاعتقاد بأن دونالد ترامب غير مواقفه بشكل جوهري”. مشيراً إلى أن استراتيجية ترامب تتمحور حول الفوز، وأن نتائج ولايته السابقة هي التي يجب أن تحدد هذا الفوز من عدمه.