القدس المحتلة: فنّدت صحيفة “هآرتس” العبرية، الخميس، ادعاء إسرائيل بأن أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، كانوا بطريقهم لتنفيذ “نشاط إرهابي”، معتبرة أن تلك المزاعم “غير مقبولة”.
ومساء الأربعاء، نعت المقاومة الفلسطينية “حماس” 7 من أبناء وأحفاد هنية “استشهدوا في غارة إسرائيلية غادرة وجبانة” استهدفت سيارتهم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي باغتيال 3 من أبناء هنية بغارة استهدفت سيارة في غزة، زاعما أنهم ينتمون إلى “كتائب القسّام” وأنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ ما أسماه “نشاطا إرهابيا”.
وفي مقال تحليلي في صحيفة “هآرتس”، قال مسؤول الشؤون الفلسطينية بالصحيفة جاكي خوري، إن ادعاء إسرائيل بأن أبناء هنية كانوا بطريقهم لتنفيذ نشاط إرهابي “لا يقبله حتى معارضو حماس، خاصة وأن أطفالهم كانوا معهم”.
واعتبر خوري أن “اغتيال أبناء إسماعيل هنية الثلاثة في الوعي الفلسطيني بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص عمل انتقامي وإحباط من جانب إسرائيل، وليس اغتيالا عسكريا مؤثرا يتسلل إلى صفوف التنظيم ويتسبب بصدمة وفقدان للتوازن”.
وأضاف: “من غير المتوقع أن يؤدي الانتقام الذي حققته إسرائيل إلى تحقيق أي هدف آخر حددته”.
وتابع: “لم يتم تصنيف أبناء هنية كشخصيات غامضة يؤدي الهجوم عليهم إلى اختراق استخباراتي عميق للمنظمة، ولم يؤد الاغتيال إلا إلى تعزيز حماس وسط الجمهور الفلسطيني”.
وأشار إلى أنه “منذ اندلاع الحرب، ومع تزايد الدمار والقتل في غزة، واجهت قيادات حماس خارج غزة وعلى رأسهم هنية، انتقادات داخلية (وخصوصا) في العالم العربي بسبب عيشهم حياة الترف في قطر، بينما أهل غزة يواجهون آلة الدمار الإسرائيلية، بل تعرضوا أكثر من مرة لانتقادات بسبب حرصهم على تهريب أقاربهم عبر معبر رفح في بداية الحرب”.
وأضاف: “سارع هنية فور تلقيه نبأ الاغتيال إلى إعلان مقتل أبنائه وأحفاده (معتبرا ذلك) أنه نعمة نالوها شهداء، وأعلن أن ذلك دليل على أن أبنائه لم يتخلوا عن أهلهم في قطاع غزة”.
وتابع: “ومن المتوقع أيضا أن يتم تسليط الضوء على تاريخ الاغتيال، في أول أيام عيد الفطر، عندما كان الثلاثة، بحسب حماس، في زيارة عائلية”.
وتعليقا على اغتيال أبنائه وأحفاده، أكد هنية في تصريحات مصورة أدلى بها لقناة الجزيرة، بعد تلقيه النبأ، أن دماء أبنائه “ليست أغلى” من دماء غيرهم من الشهداء الذين سبقوهم بالحرب الإسرائيلية على غزة التي دخلت شهرها السابع.
ولفت خوري إلى أن “إسرائيل تزعم أن الثلاثة كانوا في طريقهم إلى تنفيذ نشاط إرهابي، لكن مثل هذا الادعاء لا يتوقع أن يقبله الفلسطينيون، ولا حتى أولئك الذين يعارضون حماس، وبالتأكيد (لن ينفذوا أي نشاط) وأطفال اثنين منهم معهم”.
وقال خوري: “ربما تكون إسرائيل قد حصلت على انتقام مؤقت آخر، لكنها ابتعدت أكثر عن أهدافها، وفي مقدمتها إطلاق سراح المختطفين الـ133”.
ربما تكون إسرائيل قد حصلت على انتقام مؤقت آخر لكنها ابتعدت أكثر عن أهدافها
وجاءت العملية الإسرائيلية في وقت ينتظر فيه رد حركة حماس على الموقف الإسرائيلي الذي تم تقديمه لها خلال المفاوضات غير المباشرة التي جرت مؤخرا في العاصمة المصرية القاهرة.
والثلاثاء، قالت “حماس” إنها تسلمت خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة الموقف الإسرائيلي بعد جهود الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة.
وأضافت في بيان أنه “رغم الموقف الإسرائيلي الذي ما زال متعنتًا ولم يستجب لأيٍّ من مطالب شعبنا ومقاومتنا إلا أن قيادة الحركة تدرس المقترح المقدّم بكل مسؤولية وطنية، وستبلغ الوسطاء بردّها حال الانتهاء من ذلك”.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
وحلّ عيد الفطر هذا العام بينما تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
(الأناضول)
عذراً التعليقات مغلقة