الرباط- السبت12 يونيو 2021
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
-السيد ممثل قائد الدرك الملكي، الجنرال مفتش الدرك الملكي؛
-السادة المسؤولون برئاسة النيابة العامة؛
-السادة المسؤولون القضائيون المحترمون؛
-السيد رئيس المصلحة المركزية للشرطة القضائية؛
-السادة رؤساء القيادات الجهوية للدرك الملكي؛
-السيد رئيس الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية؛
-حضرات السيدات والسادة الأفاضل كل باسمه وصفته والتقدير الواجب لشخصه.
إنه لشرف كبير وإحساس متميز يغمرني وأنا أرحب بكم اليوم في هذا الجمع المبارك الذي يضم ثلة من خيرة المسؤولين القضائيين على مستوى النيابة العامة والدركيين ببلادنا وهم خدام للعدالة وساهرن على إنفاذ القانون لمواجهة الجريمة وفرض النظام والأمن وبعث الطمأنينة والسكينة في المجتمع، يوحدهم حب الوطن والتفاني في خدمته، والحرص على ثوابته، وحماية مصالحه العليا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتأييد وسدد خطاه.
وعليه فأنتم أهل للترحيب ولكل التقدير والثناء من قبل رئاسة النيابة العامة.
وبهذه المناسبة أتقدم باسمي الخاص وباسم مؤسسة رئاسة النيابة العامة بوافر عبارات الشكر والامتنان للسيد الجنرال دوكور دارمي قائد الدرك الملكي على تفاعله التلقائي مع الدعوة التي وجهتها رئاسة النيابة العامة لعقد هذا اللقاء التواصلي والدراسي والتنسيقي الذي لا شك أنه سوف يؤسس لمحطات ولقاءات قادمين من التعاون والتنسيق حول كل المهام المشتركة بين النيابة العامة ومصالح الدرك الملكي التي تباشر عمل الشرطة القضائية في أفق معالجة المرتكزات الآتية:
-التأسيس لتواصل مستمر بين مكونات النيابة العامة والشرطة القضائية لتقييم مستوى أداء مهامهم ووضع استراتيجية العمل المشترك فيما بينها.
-تحسين مستوى الولوج للعدالة وتجويد الخدمات المقدمة لمرتفقي العدالة .
-بحث سبل وآليات تجويد الأبحاث القضائية وتكريس الحقوق المنصوص عليها قانونا خلال هذه الأبحاث .
-دراسة تحديد الزمن القضائي المناسب من خلال السعي إلى إنجاز الأبحاث القضائية ودراسة المساطر المنجزة في أجل معقول تحدد مدته التقريبية والمفترضة.
-دراسة مختلف الخيارات للمساهمة في تخليق الحياة العامة لا سيما ما يتعلق بالعدالة ووضع تصورات وآليات لذلك.
-وضع خطة مشتركة للتكوين المستمر في مجال الأبحاث القضائية والنجاعة القضائية.
حضرات السيدات والسادة الأفاضل
إذا كانت النيابة العامة هي الجهة القضائية التي خولها القانون صلاحية الإشراف على الأبحاث الجنائية وتسييرها والاستعانة بضباط الشرطة القضائية للتثبت من وقوع الجرائم وجمع الأدلة، وايقاف مرتكبيها، فإنهم أي ضباط الشرطة القضائية بمختلف رتبهم ودرجاتهم يشكلون أذرع وأعين النيابة العامة في إحاطتها بكل تفاصيل الجرائم المرتكبة ومقترفيها ومشاركيهم أو المساهمين معهم في ارتكابها، وهم الساهرون أيضا على تحرير المحاضر والإجراءات التي ترتبط بذلك.
وبناء عليه فإن النيابة العامة لا يمكن أن تُفعل صلاحياتها الدستورية والقانونية بالشكل المطلوب دون عمل ومساعدة الشرطة القضائية.
حضرات السيدات والسادة الأفاضل
لا شك أن مستوى هذا اللقاء، وحجم الحاضرين فيه يشكل سابقة متميزة في عمل النيابات العامة والشرطة القضائية التي اعتادت عقد لقاءاتها على المستوى المحلي أو الجهوي، وهو فرصة لا تعوض من أجل تبادل الأفكار والرؤى حول العمل، والتنسيق المشترك بين النيابة العامة والشرطة القضائية على مستوى تدبير الأبحاث والإجراءات الجنائية والرفع من مستوى التنسيق والتعاون لتجويد الأداء والارتقاء بتقديم خدمة أفضل للمواطن والوطن على حد سواء.
كما يعتبر هذا اللقاء فرصة متميزة من أجل تشخيص الوضع القائم لمهام النيابة العامة والشرطة القضائية لشرعية الأبحاث القضائية بغية تثمين مكامن القوة ومعالجة مكامن النقص، وهو مناسبة أيضا لرصد الصعوبات والإكراهات التي تواجه سلطات إنفاذ القانون في الممارسة العملية، ومحاولة إيجاد حلول واقعية لها، تستمد أساسها من الإطار القانوني المنظم للأبحاث الجنائية، وإضفاء لمسة وبعد حقوقي على هذه الأبحاث، بما يكفل تحقيق التوازن المنشود بين مكافحة الجريمة والحفاظ على أمن المجتمع من جهة، وصيانة الحقوق والحريات وكفالة كرامة المواطنين من جهة ثانية.
حضرات السيدات والسادة الأفاضل
إن المسؤولية الدستورية الملقاة على عاتقي بصفتي رئيسا للنيابة العامة جعلتني أضع على رأس أولوياتي تنفيذ التعليمات الملكية السامية الرامية إلى حماية الحقوق والحريات والدفاع عن الحق العام والذوذ عنه، في تلازم بين الحقوق والواجبات.
ومن تم أعتقد أن الوفاء بالقسم الواجب، وترجمة التعليمات الملكية السامية على أرض الواقع يقتضي أن يشعر المواطن عموما والمتقاضي على وجه الخصوص بنتائج وثمار العمل الذي نقوم به على المستوى المركزي، ولتحقيق ذلك لابد من تكاثف الجهود بين جميع الفاعلين في حقل العدالة الجنائية لنيل ثقة المواطن سواء على المستوى المركزي أو المحلي أو الجهوي.
حضرات السيدات والسادة الأفاضل
إن العلاقة التي تجمع النيابة العامة بالشرطة القضائية عموما، هي علاقة مبنية على احترام المقتضيات القانونية التي تؤطر مجالهما المشترك وهو إنجاز الأبحاث الجنائية وإحالتها على العدالة، وهي مهمة يتم القيام بها ولله الحمد بتنسيق كامل وسلاسة، وثقة متبادلة، واحترام تام للضوابط القانونية، إلا أن الممارسة تكشف باستمرار عن بعض الثغرات القانونية، أو الصعوبات العملية وهو الأمر الذي يقتضي تشخيص الوضع القائم بخصوص تدبير الأبحاث والإجراءات ورصد مكامن القوة والضعف فيها، كما يقتضي دراسة سبل رفع جودة تدبير هذه الأبحاث، ومواكبة التزامات المغرب الدولية وتوجهاته الاستراتيجية عبر تكريس وتقوية دعائم الحقوق والحريات في الأبحاث القضائية، ودراسة سبل تكريس القيم والمبادئ الأخلاقية في تدبير المهام المشتركة بين النيابات العامة والشرطة القضائية، فضلا عن تحسين ولوج المرتفقين للعدالة وتطوير آليات التواصل معهم.
ولعل هذه النقاط التي ستشكل صلب المحاور التي ستناقشها الورشات التي ستلي هذه الجلسة الافتتاحية، والتي تعرف حضور مسؤولي المصالح المركزية والجهوية للدرك الملكي والوكلاء العامين للملك لدى محاكم الاستئناف، بهدف تبادل التجارب ووجهات النظر ومناقشة التفاصيل التقنية، من خلال استحضار الإكراهات واستنباط الحلول، للخروج بتوصيات واقتراحات توحد الرؤى، وتصب أساسا في خدمة المواطن.
حضرات السيدات والسادة الأفاضل
لقد خطت بلادنا خطوات جبارة في إصلاح منظومة العدالة برعاية ملكية سامية، ولعل الأهداف المسطرة لهذا اللقاء تشكل لبنة أخرى من لبنات استكمال هذا الإصلاح، ويمكن للتوصيات والمقترحات التي سنخلص لها أن تشكل مصدر إلهام للمشرع، ما دامت تستمد مرجعيتها من المواثيق الدولية ذات الصلة بالمحاكمة العادلة وحقوق الإنسان، وتسعى بالأساس لتجويد تنفيذ النصوص القانونية وتطويعها بما يخدم الوطن والمواطن، ويحقق طموحه المشروع في عدالة فعالة، سريعة، نزيهة، في مستوى تطلعاته، وسنعمل على احداث لجنة للتنسيق على المستوى المركزي من أجل تتبع مخرجات هذا اللقاء وتفعيل توصياته، وإيجاد الحلول لجميع الإشكاليات المطروحة.
وفي ختام هذه الكلمة، أجدد شكري لكم السيد الجنرال المحترم وعبركم السيد الجنرال دوكور دارمي وكافة قياد الدرك الملكي والسادة الوكلاء العامين للملك على تحملهم لمشاق الطريق وعناء السفر، رغم انشغالاتهم الكثيرة ومهامهم الصعبة. وفقنا الله تعالى لما فيه خير بلادنا الحبيب، تحت القيادة الرشيدة لمولاناالمنصور بالله صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم وأقر عينه بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن والأميرة الجليلة للا خديجة وشد أزره بصنوه الرشيد الأمير مولاي رشيد وكافة أسرته الشريفة.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
عذراً التعليقات مغلقة