هل يدفع الصراع الإيراني الإسرائيلي العالم لـ السيناريو الأشد خطرا؟

sabk20 أبريل 2024آخر تحديث :
هل يدفع الصراع الإيراني الإسرائيلي العالم لـ السيناريو الأشد خطرا؟

شنت إسرائيل فجر اليوم الجمعة هجمة على موقع إيراني، رفعت خلالها العقود الآجلة لخام برنت بعد دقائق معدودة إلى 89.55 دولار للبرميل، بزيادة ثلاثة دولارات، خاصة بعد قول مسؤول أمريكي لمحطة إيه بي سي نيوز، إن صواريخ إسرائيلية أُطلقت على طهران.

بعد ساعات معدودة من تقليل إيران من طبيعة الغارة الإسرائيلية، تراجعت أسعار النفط وسجل البرميل 82.35 دولار.

الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل هو الأول من نوعه على الإطلاق بين الدولتين.
يقول أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، إن الشرق الأوسط على حافة الهاوية، وشعوبه تواجه خطرا حقيقيا بنشوب صراع شامل.
تمتلك إسرائيل واحدة من أكثر القوات الجوية تقدما في العالم، فيما استثمرت إيران خلال السنوات الأخيرة بكثافة في الطائرات دون طيار، كذا طورت أنواعا متقدمة من الصواريخ.
نقلت الجارديان عن ماكس لايتون مدير أبحاث السلع في سيتي غروب، قوله، إن أسعار النفط قد ترتفع فوق الـ 100 دولار للبرميل في حالة اندلاع صراع مباشر.
يعتبر نيل شيرينج كبير المحللين الاقتصاديين في مؤسسة كابيتال إيكونوميكس البحثية، أن ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يعرقل الجهود الرامية إلى ضبط معدلات التضخم إلى المستوى المستهدف في الاقتصادات المتقدمة.

يرى الدكتور نهاد إسماعيل، الخبير في اقتصاديات الطاقة، أن الأسعار ستبقى في نطاق ضيق لخام برنت القياسي من 87 إلى 89 دولارا للبرميل و83 لـ 85 دولارا لخام غرب تكساس الوسيط، إلا إذا حدث تطور جيوسياسي دراماتيكي، كهجوم إسرائيلي على مواقع نووية إيرانية أو على مرافق إنتاج وتكرير النفط، مشيرًا: في هذه الحالة سترتفع علاوة المخاطرة إلى 10 دولارات أو أكثر، وسنرى أسعاره تقترب من 100 دولار للبرميل.

السيناريو الأشد خطرا

السيناريو الأشد خطرا، حسبما يرى خبير اقتصاديات الطاقة في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن ترد إيران باستهداف ناقلات النفط الخليجية، أو تغلق مضيق هرمز، الذي يعبر خلاله 21 مليون برميل يوميًّا، أي 20% من الاستهلاك اليومي العالمي، لافتًا إلى أن ذلك سيكون تطورا كارثيا للمستوردين مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وحتى الدول العربية غير النفطية.

يضيف إسماعيل: حسب المعطيات الجيوسياسية الحالية هذا السيناريو مستبعد الآن، ولكن الصورة قد تتغير خلال أيام قليلة، وحالة عدم اليقين ستلقي بظلالها على الأسواق ما دامت أزمة الصراع مستمرة في المنطقة، وإذا بقيت المواجهات بين إسرائيل وإيران محدودة ستتجاهلها أسواق النفط، لأن العمليات العسكرية المحدودة لا تؤثر كثيرا على الإمدادات.

صفيح ساخن

يقول الدكتور أحمد عزام محلل أسواق المال في مجموعة إكويتي، إن ارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية وضعت الأسواق العالمية على صفيح ساخن، وعرضت أسعار النفط – علاوة على الأصول التي تمثل ملاذات آمنة وكذلك الأسهم – إلى حالة تقلب واسعة النطاق.

التكهن بما سيحدث بأسعار النفط، حسب تقديرات عزام في تصريحاته الخاصة لـ القاهرة 24، يرتبط بـ العمل العسكري، وما إذا كان محدودا أو معلوم التوقيت كما حصل سابقًا وحال وجود رد إيراني وحدوث تصعيد يهدد إمدادات النفط، فتحركات الأسواق القوية دائما ما كانت مرتبطة بمفاجأة الحدث، ويمكن هضم تلك التحركات إذا كانت الغارة مستنزفة أو معلومة.

ملاذات آمنة

ويشير عزام إلى أن تصعيد التوترات في الشرق الأوسط الغني بالنفط، يهدد ارتفاع أسعار أدوات الطاقة من جهة، وعزوف المستثمرين عن شراء أدوات المخاطرة كالأسهم العالمية والعملات الرقمية من جهة أخرى، إلا أن الملاذات الآمنة قد تكون وجهة مفضلة للمستثمرين وعلى رأسها الذهب ثم الدولار الأمريكي ثم الين الياباني والفرنك السويسري.

اتفاق على الـ سيناريو الأسوأ

فيما يرى محلل أسواق المال في مجموعة إكويتي أحمد عزام، أسوة بالخبير في اقتصاديات الطاقة نهاد إسماعيل، أن السيناريو الأسوأ بالنسبة للنفط أن يؤدي الصراع الحالي إلى تعطيل الشحن عبر مضيق هرمز، إذ إن إيران لديها القدرة على مهاجمة ناقلات النفط التي تمر عبر المضيق، أو أن تتجه طهران لحصار كامل لمضيق هرمز، على الرغم من أن احتمال حدوث أي من هاتين الحالتين منخفض حاليًا، لكن قد ترتفع إمكانية ذلك مع التقدم بالوقت وارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية.

ويشدد على أن تعطيل أو عرقلة حركة المرور في مضيق هرمز قد يغير قواعد اللعبة، لأنها الطريق الرئيسية لمصدري النفط في الشرق الأوسط، إذ يتم شحن 21 مليون برميل يوميا عبر مضيق هرمز – نحو 20 % من الاستهلاك اليومي العالمي، ذلك من شأنه أن يخلق ضغوطا تصاعدية على أسعار النفط عالميا، قد تدفعها لتجاوز مستويات 100 دولار للبرميل.

فيما يؤكد الدكتور السيد خضر الخبير الاقتصادي، أن الأحداث الجيوسياسية والعسكرية تؤثر على أسعار النفط والسلع الاستراتيجية على المدى القصير والطويل، منوها بأنه حال تعرض إسرائيل لضربة إيرانية كبيرة، ردا على هجوم الكيان على طهران بالمسيرات فجر اليوم، ستشتعل المنطقة بشكل عام، وكذا تزداد توقعات تعطيل إمدادات النفط والسلع الاستراتيجية.

فتيل الصراع يشعل مستقبلا غامضا

ويضيف الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط يثير مخاوفًا بشأن استقرار إمدادات النفط من المنطقة، إلا أن فتيل الصراع يشعل مستقبلا غامضا، خاصة إذا كانت إيران تستهدف منشآت نفطية أو مضيق هرمز، والذي يعتبر ممرًا حيويًّا لنقل النفط، مشيرًا إلى أنه حال حدوث ذلك سيرتفع سعر النفط عالميًّا بشكل لا يمكن تصوره، مما يؤثر على أسعار الوقود والسلع الاستراتيجية.

تلك الأحداث، يرى خضر أن لها انعكاسات قوية على الاستقرار الاقتصادي، خاصة في مصر، بسبب تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتراجع النشاط الاقتصادي بشكل عام، وكذا التجارة والتعاملات الاقتصادية بين القاهرة ودول المنطقة، إذ يتم تقليص حجم التجارة أو قطع العلاقات التجارية وتعطيل المطارات والملاحة بشكل مؤقت، ويحد من حركة البضائع والخدمات ويعرّض بعض الشركات والصناعات المصرية لضغوط اقتصادية.

ويختتم خضر: الصراع بين إيران وإسرائيل إقليمي، لكنه يؤثر على الاقتصاد العالمي، ولا حل له إلا بتسوية سياسية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة