عندما يلتقي البحر بالبر، تولد قيمة إضافية تسويقية للسياحة الأيكولوجية، وهذا بالضبط ما حدث في عمالة إنزكان أيت ملول بالمغرب.
لقد ظلت هذه المنطقة لسنوات عديدة بلا متنفس سياحي طبيعي على الشاطئ، مما اضطر سكان المنطقة إلى التنقل إلى مدينة أكادير للتمتع بأماكن ترفيهية على الواجهة البحرية.
على الرغم من وجود العديد من المواقع الساحلية الجميلة في عمالة إنزكان أيت ملول، مثل غابة القليعة والمزار ، إلا أنها كانت تفتقر إلى كورنيش جاهز يتيح للسكان والسياح الاستمتاع بالشاطئ بسهولة مثلما هو الحال في مدينة أكادير.
سعت المجالس المحلية على مر العقود إلى تحقيق هذا الحلم من خلال مطالباتها بفتح منفد بحري عبر غابة المزار، لكن استجابة الجهات المعنية تأخرت لعقود. ولكن أخيرًا، استجابت السلطات الإقليمية الى ملتمس سكان المنطقة بإعلانها عن مشروع فتح منفد بحري على الشاطئ، وهو الأمر الذي جلب الأمل إلى قلوب السكان.
يجب أن نشير بأن الفضل في هذا الإنجاز يعود بلا شك إلى عامل إقليم انزكان ايت ملول السيد إسماعيل أبو الحقوق، الذي قدم جهدًا كبيرًا لتحقيق هذا المشروع السياحي الأيكولوجي. وقام بجهد ضخم لتأهيل ضفاف واد سوس وفتحه للواجهة البحرية، وهو ما سيعود بالنفع على سكان الاقليم وخاصة سكان مدن إنزكان وأيت ملول والقليعة.
تأكيد جدية هذا المشروع وتحقيقه جاءت من خلال تكليف مكتب الدراسات موفيك المغرب بإجراء دراسة لتهيئة واد سوس. ستتضمن هذه الدراسة جوانب متعددة، بدءًا من التهيئة الهيدروليكية لمنع الفيضانات وضمان انسابية المياه في الوادي، وصولاً إلى تعزيز وتأهيل الطرق وإنشاء مسارات رياضية ومرافق شبابية للترفيه.
هذا المشروع ليس مجرد مشروع عادي، بل هو استثمار استثنائي يجمع بين جمال البحر والغابة والوادي والتلال الرملية. سيكون له تأثير كبير على تسويق السياحة الشاطئية والبيئية في منطقة إنزكان أيت ملول. إنه استفادة من الموقع الاستثنائي للمنطقة واستغلاله بشكل أفضل لجذب السياح وتعزيز الاقتصاد المحلي.
بالنهاية، يمكن القول إن مشروع فتح المنفد البحري في عمالة إنزكان أيت ملول هو خطوة إيجابية نحو تطوير السياحة الأيكولوجية وتعزيز الاستدامة في هذه المنطقة الساحلية الجميلة. إنه مثال على كيفية استغلال الموارد الطبيعية بشكل مسؤول يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على البيئة والاقتصاد معًا.
الصورة من الارشيف.
عذراً التعليقات مغلقة