تعرضت واحة “مسكي” الشهيرة الواقعة بالقرب من مدينة الرشيدية، مساء اليوم الأربعاء، لاندلاع حريق مهول، مما أدى إلى حالة من الذعر والقلق بين السكان المحليين. شوهدت ألسنة النيران ترتفع عالياً وسط أشجار النخيل الكثيفة، مهددة بتدمير مساحات شاسعة من هذه الواحة التاريخية.
فور تلقي إشعار باندلاع الحريق، هرعت فرق الإطفاء التابعة للوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة والساكنة المحلية إلى موقع الحادث. واجه الإطفائيون صعوبات جمة في الوصول إلى بؤر الحريق بسبب كثافة أشجار النخيل وغياب المسالك وسط الواحة.
تسابق فرق الإطفاء الزمن للسيطرة على الحريق الذي تسبب في خسائر كبيرة في أشجار النخيل، وساهمت الحرارة المرتفعة وهبوب الرياح في مواصلة انتشاره. تم توزيع فرق الإطفاء على محيط بؤر الحريق للسيطرة عليه ومنع وصوله إلى منازل المواطنين.
وحتى الآن، لم يتم الكشف عن الحصيلة الأولية للخسائر المسجلة في أشجار النخيل وباقي الأصناف الأخرى، باستثناء تطمينات حول عدم تسجيل أي خسائر في الأرواح البشرية.
يذكر أن واحة زيز بشكل عام، من الرشيدية إلى أرفود، شهدت في السنوات الأخيرة عدداً من الحرائق التي تسببت في خسائر فادحة في أشجار النخيل. دفع هذا الأمر سكان المنطقة إلى مطالبة الحكومة بتخصيص طائرات كنادير لهذه الجهة لاستخدامها في مثل هذه الأوقات الصعبة.
عبد الرحيم جبري، فاعل جمعوي بمدينة الرشيدية، قال: “هناك ميزانية كبيرة يتم صرفها سنوياً لتنقية الأعشاش اليابسة وسط واحات المنطقة، لكنها دون جدوى”. أوضح أن “الحاجة الضرورية التي يجب أن تقوم بها الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان هي إحداث مسالك كبرى وسط الواحة بواسطة نظام تحديد المواقع (GPS) وعبر خرائط لتسهيل عملية الإطفاء في مثل هذه الحالات”.
أضاف جبري أن “هناك اختلالات كبيرة تسجلها الواحات بدرعة تافيلالت، ويجب مراجعة الميزانيات التي تصرف على الواحات وإحداث وكالة وطنية مستقلة تهتم بشؤون الواحات دون دمجها مع مناطق شجر الأركان”، مبيناً أن “ميزانيات مهمة تعطى لمناطق شجر الأركان، بينما تُخصص ميزانيات غير كافية لمناطق الواحات”.
عذراً التعليقات مغلقة