كشفت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) في تقريرها حول “تحليل المخاطر السنوي 2024/2025” أن التطورات السلبية في منطقة الساحل تنذر بزيادة تدفقات المهاجرين غير النظاميين عبر طريق غرب إفريقيا نحو جزر الكناري.
أفاد التقرير بأن الهجرة من غرب إفريقيا ستظل مدفوعة بالعوامل الاقتصادية والسياسية والأمنية، بالإضافة إلى التصورات الفردية، مشيرا إلى أن مهربي البشر في المنطقة قد وسعوا عملياتهم جنوبا، مما يعكس قدرتهم على التكيف مع جهود الدول وسلطات إنفاذ القانون للحد من حركة الهجرة غير القانونية.
سجلت فرونتكس أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة في منطقة غرب إفريقيا، والتي تفاقمت بسبب التغيرات المناخية، تدفع الكثيرين لمغادرة المنطقة. توقعت الوكالة أن تؤدي حركة الهجرة المتزايدة، خاصة من منطقة الساحل، إلى زيادة أعداد المهاجرين في هذا الطريق نتيجة الرسوم المنخفضة التي يفرضها المهربون.
توقعت الوكالة أيضا أن يزداد ضغط الهجرة على الحدود المالية الموريتانية، مدفوعا بمواطني بوركينافاسو ومالي، مما قد يؤدي إلى زيادة عدد المعابر غير النظامية. يشير التقرير إلى أن هذا الوضع قد يوفر فرصة للعناصر الإجرامية وبعض الأفراد المرتبطين بالتنظيمات الإرهابية للاختلاط بالمهاجرين المتدفقين إلى الاتحاد الأوروبي.
ذكر التقرير أن شبكات التهريب في المنطقة لديها شركاء في جزر الكناري يدعمون المهاجرين بعد نزولهم ويساعدونهم في الوصول إلى البر الرئيسي لأوروبا. لاحظ التقرير أن عدد الحوادث وديناميات المغادرة عبر طريق غرب إفريقيا يكشف عن وجود شبكات تهريب جيدة التنظيم تتكيف بسرعة مع التدابير الوقائية التي تتخذها سلطات الدول المعنية.
أما بشأن دينامية الهجرة عبر طريق غرب البحر الأبيض المتوسط، أشار التقرير إلى أن الأنشطة الوقائية التي يقوم بها شركاء الاتحاد الأوروبي في شمال إفريقيا والملاحقات الجنائية ضد مهربي البشر من المتوقع أن تبقي ضغط الهجرة في هذا الطريق مستقرا ومعتدلا. شدد التقرير على أن مكافحة الهجرة غير النظامية من قبل بلدان ثالثة ستظل حاسمة لهذا الطريق، رغم أن عصابات تهريب البشر التي تعمل في شواطئ شمال إفريقيا تتكيف مع التدابير الوقائية وتواصل اجتذاب المهاجرين باستمرار، متوقعا حدوث تقلبات موسمية في ضغط الهجرة في الأشهر المقبلة ولكن مع بقاء الأرقام السنوية الإجمالية مستقرة.
عذراً التعليقات مغلقة