على بعد يومين من الذكرى السنوية الأولى لفاجعة الزلزال الذي ضرب ستة أقاليم مغربية في منطقة الأطلس الكبير، انتقدت فعاليات مدنية أداء الحكومة في تنفيذ برنامج إعادة البناء والتأهيل للمناطق المتضررة. في ندوة بعنوان “سنة على زلزال الأطلس الكبير، أية حصيلة؟” التي نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وصف المشاركون الأرقام الحكومية المتعلقة بتقدم البرنامج بأنها “حالمة” ووجهوا نقدًا لاذعًا لوتيرة صرف الدعم والمساعدات الاستعجالية، مشيرين إلى أن التصاميم الممنوحة لا تتماشى مع التوجيهات الملكية.
انتقادات للأرقام والتقدم البطيء
الحسين مسحات، عضو السكرتارية الوطنية للائتلاف المدني لأجل الجبال، انتقد الأرقام التي قدمتها الحكومة حول تقدم ورش إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أنها غير دقيقة أو مبنية على واقع بعيد عن الحقيقة. وأوضح أن نسبة إزالة الأنقاض لم تتجاوز 60% بينما تُعلن الحكومة عن نسبة 97%. كما انتقد مسحات الدعم المالي المخصص لإعادة بناء المنازل، مشيرًا إلى أن الكثير من الأسر لم تتلقَ المبالغ المقررة كاملة.
تساؤلات حول تصاميم البناء
محمد الديش، منسق الائتلاف الوطني لأجل الجبل، أشار إلى أن الحكومة لم تلتزم بتوجيهات الملك المتعلقة بالحفاظ على الخصوصيات الثقافية والمعمارية للمناطق المتضررة. واعتبر أن تصاميم البناء التي قُدمت للمتضررين بدت وكأنها مستنسخة من برامج سابقة، لا تلبي احتياجات سكان المناطق الجبلية.
مساعدات استعجالية غير كافية
انتقد الديش أيضًا المساعدة الاستعجالية الشهرية المحددة بـ2500 درهم، معتبرًا أنها غير كافية لمساعدة المتضررين على تغطية نفقاتهم اليومية بعد انقضاء السنة. كما أشار إلى أن تأهيل المدارس المتضررة قد يتأخر حتى الموسم الدراسي 2025/2026، مما سيؤثر سلبًا على تعليم الأطفال في المناطق المتضررة.
دعوات لإصلاحات جذرية
خلصت الندوة إلى ضرورة مراجعة استراتيجية إعادة الإعمار وتقديم دعم أكثر فعالية وملاءمة لاحتياجات المتضررين. وشدد المشاركون على أهمية التزام الحكومة بالتوجيهات الملكية والحرص على تحقيق تطلعات سكان المناطق الجبلية التي تضررت بشكل كبير من الزلزال.
عذراً التعليقات مغلقة