ابراهيم أزكلو مدير النشر
يستعد المبصاريون بالمغرب لتنظيم إضراب وطني تتخلله وقفات احتجاجية، تعبيراً عن سخطهم المتزايد من الأوضاع التي يعيشها القطاع، الذي يشهد منذ سنوات اختلالات وصفوها بـ”الخطيرة”، تتعلق بشروط ولوج المهنة، والمراقبة، وانتشار ظاهرة بيع الشهادات من طرف بعض المؤسسات الخاصة..
وحسب مصادر من داخل النقابة المهنية الوطنية للمبصاريين، فإن قرار الاحتجاج يأتي بعد “تجاهل الحكومة لمطالب المهنيين، واستمرار الفوضى القانونية والمهنية التي تهدد مستقبل المهنة وسلامة المواطنين”. وأضافت ذات المصادر أن الاحتجاجات المقبلة وأولها الاضراب والاحتجاج الذي سيشهده القطاع يوم الاثنين 23 يونيو الجاري ستتخللها رسائل قوية موجهة إلى السلطات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي.
وقد وُجّه سؤال كتابي إلى مجلس المستشارين من طرف الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ، يطالب فيه الحكومة بالكشف عن الإجراءات المتخذة لضمان التأطير السليم لمهنة المبصاري، والحد من ولوج غير المؤهلين إليها، في ظل غياب شروط واضحة وصارمة لولوج التكوين ومزاولة المهنة، مما فتح الباب، حسب نص السؤال، أمام ممارسات غير مشروعة تهدد الصحة البصرية للمواطنين
ومن بين أبرز مظاهر الأزمة، التنديد المتواصل من طرف الهيئات المهنية بما أسموه “تجار الشواهد”، في إشارة إلى بعض المؤسسات الخاصة التي تمنح شهادات في البصريات بمقابل مادي، دون احترام للمعايير الأكاديمية والتقنية المطلوبة، وهو ما يضرب في العمق مصداقية التكوين ويمس بصورة المهنة ككل
ويطالب المبصاريون بوضع قانون إطار واضح وشامل ينظم مزاولة المهنة، يحدد بدقة شروط القبول في المعاهد الخاصة، ويعزز المراقبة البيداغوجية والإدارية على مؤسسات التكوين، إضافة إلى محاربة التسيب والزبونية في منح الشواهد.
وفي ظل هذا الوضع، تُطرح تساؤلات ملحّة حول الدور الرقابي للجهات المعنية، ومدى التزامها بضمان جودة التكوين في قطاع حساس يرتبط ارتباطاً مباشراً بصحة المواطنين. ويؤكد المهنيون أن استمرار الوضع على ما هو عليه، ينذر بتفاقم الأزمة وفقدان الثقة في مهنة البصريات بالمغرب
الصورة من الارشيف
عذراً التعليقات مغلقة