أثار التحديث الجديد لتطبيق “Ma CNSS” التابع للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي موجة من الانتقادات، بعدما أصبح الولوج إلى الحسابات الرقمية مشروطًا باستخدام خاصية الاتصال قريب المدى (NFC)، الأمر الذي أقصى شريحة واسعة من المستخدمين، خاصة من أصحاب الهواتف القديمة أو الأقل تطورًا. ويأتي هذا التغيير في سياق تعزيز التدابير الأمنية لحماية المعطيات الشخصية، عقب تعرض منصة الصندوق سابقًا لهجوم إلكتروني نفذته مجموعات هاكرز جزائرية وأسفر عن تسريب وثائق حساسة، غير أن الحل الذي اعتمده الصندوق قوبل بانتقادات حادة، إذ اعتبره كثيرون خطوة غير عادلة تزيد الفجوة الرقمية، وتحرم فئات واسعة من حقها في الولوج السلس إلى خدمات اجتماعية أساسية.
في المقابل، يشكو أرباب العمل والمحاسبون من صعوبات متزايدة في استخدام منصة “Damancom” الموجهة للمقاولات، رغم التحديثات الأخيرة، حيث تتكرر أعطال الخوادم ويعجز المستخدمون عن تحميل الوثائق الضرورية لإتمام الإجراءات الإدارية، ما أربك العمل داخل الشركات وزاد من الأعباء الإدارية عليهم.
وعبّر العديد من المتضررين عن غضبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منتقدين ضعف التواصل الرسمي، وبطء الأنظمة، وفرض استخدام تقنيات حديثة مثل NFC لا يمتلكها جميع المواطنين، معتبرين أن الصندوق يتعامل وكأن الجميع يتوفر على هواتف ذكية حديثة أو يملك الدراية باستخدام هذه التقنيات.
وتطرح هذه الوضعية أسئلة عميقة حول قدرة التحول الرقمي في المغرب على التكيف مع واقع اجتماعي متنوع، خاصة بالنسبة للفئات ذات الدخل المحدود التي قد لا تتوفر على الأجهزة اللازمة أو إمكانيات الولوج الدائم إلى الإنترنت عالي الصبيب، فيما يظل أمل المستخدمين معلقًا على إصلاحات سريعة تضمن ولوجًا عادلًا وآمنًا وسلسًا لخدمات الضمان الاجتماعي دون إقصاء أو تمييز.