جريدة السبق الإخبارية
أثار غياب عزيز أخنوش، رئيس المجلس الجماعي لأكادير ورئيس الحكومة، عن ما يقارب 35 جلسة من دورات المجلس الجماعي، جدلاً واسعًا في صفوف المعارضة والفاعلين المحليين، خاصة بعد ظهوره، خلال الصيف الجاري، في جولات ليلية بأحد منتزهات المدينة رفقة حراسه الشخصيين.
هذا الظهور، الذي وثقته صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء بعد أسابيع من انتشار صورة أخرى لأخنوش وهو يقضي عطلته بجزيرة سردينيا الإيطالية، ما اعتبره منتقدوه مفارقة مع الحملات الحكومية المكثفة للترويج للسياحة الوطنية.
في هذا السياق، قال عبد العزيز السلامي، المستشار الجماعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن “صورة أخنوش وهو يتجول في منتزه الانبعاث تكشف حقيقة منجزاته في المدينة، فالحضور الرمزي في جولة ليلية لا يعوّض غيابه عن دورات المجلس واجتماعات اللجان، ولا يغيّر من واقع الخدمات المرفقية المتردية”. وأضاف: “يكفي القيام بزيارة سريعة لأحياء رياض أنزا وبنسركاو وتيكيوين لمعاينة أكوام النفايات والإنارة المنعدمة، بدل الاكتفاء بمنتزه الانبعاث”.
وتساءل السلامي عما إذا كان رئيس المجلس سيقوم بزيارات ميدانية جدية للوقوف على سير أشغال برنامج التهيئة الحضرية، التي قال إنها “تستدعي افتحاصًا تقنيًا وماليًا”، مبرزًا أن “التواصل المباشر مع الساكنة هو ما يُثبت دور الرئيس كمنتخب للقرب، لا مجرد ظهور عابر خلال عطلة صيفية”.
من جهته، علّق المستشار الجماعي جواد فرجي، عن حزب الاتحاد الاشتراكي، بسخرية على الزيارة قائلاً: “الحمد لله رئيس بلديتنا قام بدقائق معدودة بزيارة تفقدية لإحدى حدائق أكادير، بعد أن غاب عن 35 جلسة من أصل 41 خلال ولايته، وحضر فقط 6 دورات”. وانتقد فرجي ما اعتبره “تلميعًا إعلاميًا” لهذه الزيارة من طرف بعض المنابر المحلية، في وقت تعيش فيه المدينة “اختلالات واضحة في تدبير موسم الاصطياف، والنظافة، والسير والجولان، وفوضى الملك العمومي”.
ويرى مراقبون أن هذا الجدل يعكس تصاعد حدة الانتقادات الموجهة إلى رئيس المجلس الجماعي لأكادير، خاصة مع اقتراب نهاية الولاية، ووسط تساؤلات حول حصيلة التسيير ومدى التزام المسؤول الأول عن المدينة بوعود القرب والانخراط الميداني في قضايا
الساكنة.
