أيت ملول : إبراهيم أزكلو
في مشهد أقرب إلى فيلم خيالي، تسلّل ثلاثة أطفال لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة إلى فيلا فاخرة تعود لمواطن فرنسي مقيم بالمغرب، محولين إياها إلى ملاذ مؤقت ينسيهم قسوة الشارع ومآسي الطفولة الضائعة ويعوضهم عن الحنان المفقود.
الواقعة الغريبة التي شهدها حي ازرو ايت ملول يوم أمس الاثنين 21 ابريل الجاري ، أبطالها طفل عمره 11 سنة وأخته ذي 10 سنوات ، مع طفل اخر ، أثارت دهشة الساكنة والسلطات، بعدما تبيّن أن الصغار الثلاثة قضوا أياماً داخل الفيلا وكأنها ملكٌ لهم؛ يأكلون من مطبخها، يسبحون في مسبحها، أما الطفلة دوي العشر سنوات فقد اختارت ان تتزين بمجوهرات وجدتها داخل الفيلا .
الأطفال الثلاث الذين يتابعون دراستهم بإحدى مدارس حي ازرو ايت ملول ، وبعد سماعهم محاولة فتح الباب من طرف الشرطة قاموا بإغلاق الأبواب بإحكام في وجه عناصر الشرطة التي كانت تطاردهم بعد بلاغ عن اقتحام.
ورغم الطابع الطفولي للمشهد، إلا أن خلفيته تكشف واقعاً أكثر مرارة: أطفال مشرّدون، ضحايا غياب تربية ملائمة، وظروف الطلاق ، تركوا لشارع لا يرحم، فتحوّلوا من رموز للبراءة إلى أبطال لواقعة شبه جنائية
الواقعة تطرح تساؤلات مؤلمة: من المسؤول عن تشويه الطفولة؟ وأين هو دور الأسرة، والمدرسة، والمجتمع؟ إنها صرخة في وجه الإهمال، ورسالة مؤلمة بأن غياب التربية لا يصنع فقط جيلاً ضائعاً، بل قد يُحوّل البراءة إلى خطر.
يشار أنه تم الاحتفاظ بالأطفال الثلاث تحت تدابير المراقبة القضائية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت اشراف النيابة العامة المختصة وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية.
يذكر أن الأطفال الثلاث تم توقيفهم عدة مرات باكادير والنواحي وتم تسليمهم لآبائهم طبقا للقانون.
الصورة من الارشيف