إدريس لشكر يعبد الطريق لولاية رابعة وسط انقسام داخل الاتحاد الاشتراكي

sabk31 يوليو 2025آخر تحديث :
إدريس لشكر يعبد الطريق لولاية رابعة وسط انقسام داخل الاتحاد الاشتراكي

جريدة السبق الإخبارية

شرع الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، في تعبيد الطريق نحو ولاية رابعة بعد حوالي أربعة عشر عامًا من ترؤسه لحزب «الوردة»، إذ أكدت مصادر حزبية عزم لشكر على البقاء في قيادة الحزب لولاية إضافية، في خطوة اعتُبرت من قبل خصومه داخل البيت الاتحادي محاولة جديدة لفرض الأمر الواقع، وسط حالة من التوتر الداخلي والتصدعات الصامتة.

وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر قد صادقت، السبت الماضي في الرباط، على تعديل مثير للجدل طال المادة 217 من النظام الأساسي، ما فُهم منه فتح الباب أمام مؤتمر شكلي لتمديد ولاية القيادة الحزبية بدعوى “مصلحة الحزب”. تعديل لم يكن بريئًا في توقيته ولا في مضمونه، كما وصفه قيادي اتحادي، مضيفًا أن “ما يجري هو إعادة إنتاج لأسلوب التحكم، ولكن بلغة النظام الأساسي”.

وإذا كان إدريس لشكر قد احتاج إلى تعديل داخلي ليفوز بولاية ثالثة في مؤتمر يناير 2022، فإنه اليوم يتهيأ لسيناريو مشابه، لكن بخطاب أكثر تبريرًا يلبس “الاستمرارية” لباس الاستقرار التنظيمي ومواجهة التحديات السياسية، كما يروج أنصاره. هؤلاء يعتبرون أن الظرفية تفرض بقاء لشكر، لا سيما في أفق الانتخابات التشريعية لـ2026، وأن تغيير القيادة في هذا الوقت سيُدخل الحزب في دوامة لا يمكن التكهن بعواقبها.

لكن الأصوات المعارضة، والتي وإن لم تخرج بشكل صريح إلى العلن، بدأت تتململ في العمق التنظيمي، معتبرة أن الاتحاد الاشتراكي يواجه أخطر تحول منذ مؤتمره السابع، حين برزت أولى بوادر الصراع بين جناحي الانفتاح والانغلاق. وبينما ترفض قيادات وازنة التعليق علنًا، تتحدث الكواليس عن “مؤتمر على المقاس”، يتم التحضير له بعناية لضمان إعادة تزكية لشكر تحت غطاء النظام، في وقت يعيش فيه الحزب ما يُشبه السكتة الديمقراطية.

وقد تزامن تمرير هذا التعديل مع استقالة وصفت بالمحسوبة، تقدم بها النقيب والمحامي المعروف علال البصراوي، الذي لم يخفِ امتعاضه من المسار التنظيمي، رغم تجنبه ربط استقالته مباشرة بتمديد ولاية القيادة. الرجل، الذي لم يمضِ أكثر من أربع سنوات في الحزب، اختار التوقيت بعناية، وتحديدا يومًا بعد اجتماع اللجنة التحضيرية. وأكدت مصادر من داخل الحزب أن البصراوي بات قريبًا من الالتحاق بالتقدم والاشتراكية.

ولأن السياسة لا تعترف بالصدف، فإن عودة عبد الإله بنكيران إلى قيادة العدالة والتنمية كانت، بحسب مصادر اتحادية، بمثابة الضوء الأخضر غير المعلن لإدريس لشكر لكي “يُفصح عما ظل يكتمه”، كما جاء على لسان قيادي سابق بالحزب، والذي أوضح في حديث لـ “نيشان” أن العودة تلك أزالت الحرج عن لشكر، وقدّمت له الحجة الجاهزة “إذا كان الآخرون يعودون، فلماذا لا أستمر أنا؟”.

وفي وظل هذا المشهد المتشابك، يجد حزب الاتحاد الاشتراكي نفسه أمام مفترق طرق حقيقي. بين من يدافع عن بقاء لشكر باعتباره “ضمانة للاستقرار”، ومن يعتبر أن الاستمرارية لم تعد سوى مرادف للجمود وتغليب المصالح الخاصة. وبعيدا عن هذا المعسكر أو ذاك، تلوح في الأفق “أزمات حقيقية” تهدد وحدة الحزب، وتعيد إلى الأذهان سيناريوهات انشقاقات تنظيمية سابقة، وكأن “الوردة” لا تزال تعيش على أنفاس اصطناعية، بعد أن وهن عودها ولم تعد سوى ظلٍ لحزبٍ أُنعش مرارًا بجرعات من الأوكسجين السياسي

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة