في خطوة بارزة على صعيد التعاون البرلماني، انعقد يوم أمس الخميس، 13 فبراير 2025، بمقر مجلس المستشارين، اجتماع مشترك بين مكتب المجلس والمكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا اللاتينية والكارييب (بارلاتينو)، في سابقة هي الأولى من نوعها خارج منطقة أمريكا اللاتينية والكارييب.
وقد ترأس الاجتماع رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكارييب، رولاندو كونزاليس باتريسيو، مرفوقاً بأعضاء المكتب التنفيذي لهذه المنظمة البرلمانية الإقليمية. وأكد رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، في كلمته، فخره باستضافة المملكة لهذا الاجتماع المهم، مشيراً إلى أن هذا الحدث يعكس قوة العلاقات الاستراتيجية بين المجلس و”بارلاتينو”، واعتراف المنظمة بالنموذج الديمقراطي والتنموي الذي تعتمده المملكة.
وأضاف ولد الرشيد أن هذا اللقاء يأتي في إطار تعزيز المبادئ المشتركة بين الطرفين، وعلى رأسها احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية، واستخدام الحوار كسبيل لحل النزاعات، وهي نفس المبادئ التي تنتهجها الدبلوماسية المغربية، لاسيما في إطار سياسة التعاون جنوب-جنوب التي دعمها جلالة الملك محمد السادس.
كما شدد رئيس المجلس على دور مجلس المستشارين كحلقة وصل برلمانية بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكارييب، من خلال مشاركته الفاعلة في العديد من المبادرات والمنتديات البرلمانية مثل “الأفرولاك”، مبرزاً أهمية استثمار الإمكانيات التنموية الهائلة للمنطقتين لتعزيز التنمية المستدامة، والأمن الغذائي، وتغير المناخ.
في ذات السياق، أشاد رئيس مجلس المستشارين بالمكانة الإقليمية للمغرب، مشيراً إلى المشاريع الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، مثل أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا والمبادرة الملكية الأطلسية، والتي لقيت دعماً قوياً من برلمان أمريكا اللاتينية. كما دعا إلى مواصلة تعزيز التعاون البرلماني بين جنوب-جنوب عبر منصات حوارية استراتيجية.
من جانبه، أعرب رئيس المكتب التنفيذي لـ”بارلاتينو”، باتريسيو، عن امتنانه لمجلس المستشارين لاستضافة هذا الاجتماع، مؤكداً أن التعاون بين المغرب ودول “بارلاتينو” يعتبر شراكة استراتيجية قائمة على قواسم مشتركة، خاصة في مواجهة التحديات التنموية الكبرى التي تواجهها كل من أمريكا اللاتينية وإفريقيا. كما أبرز أهمية استثمار الفضاء الأطلسي كمجال جغرافي مشترك لتعزيز التعاون بين المنطقتين.
كما نوه باتريسيو بالدور الحيوي الذي يلعبه مجلس المستشارين في تطوير العلاقات مع “بارلاتينو”، مشيداً بترافعه المستمر عن القضايا المشتركة، ودعمه للتعاون جنوب-جنوب. وأكد أهمية “أفرولاك” كمنصة لتعزيز التعاون البرلماني حول القضايا الاستراتيجية مثل التنمية والتغير المناخي.
وفي ختام الاجتماع، تم التوقيع على إعلان مشترك يتضمن خطوات لتعزيز التعاون البرلماني المستقبلي بين الطرفين، بالإضافة إلى الاتفاق على مواصلة الدفع بمسار “الأفرولاك” والتحضير لقمة منتدى التعاون البرلماني التي ستُعقد في المملكة المغربية.
على صعيد آخر، أجرى رئيس مجلس المستشارين مباحثات مع باتريسيو والوفد المرافق له، حيث تم التأكيد على عمق العلاقات بين المملكة ودول أمريكا اللاتينية والكارييب، مع التركيز على تعزيز هذه العلاقات من خلال تنسيق الجهود البرلمانية المستمرة.
عذراً التعليقات مغلقة