شهدت جماعة أولاد يوسف بإقليم بني ملال تطورات خطيرة في واقعة الاعتصام الذي نفذه رجل في منتصف الأربعينيات من عمره، بعدما اعتصم لأزيد من أسبوعين فوق خزان مائي مرتفع، احتجاجًا على ما وصفه بتجاهل السلطات لفتح تحقيق في ظروف وفاة والده.
وأفادت مصادر مطلعة من وزارة الداخلية، أن الشخص المعتصم أقدم، مساء الجمعة 11 يوليوز 2025، على رمي نفسه من أعلى الخزان واضعًا حبلا حول عنقه، ليُنقل على الفور في حالة حرجة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، حيث ما يزال يرقد بقسم العناية المركزة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن السلطات المحلية كثفت منذ بداية الاعتصام جهودها لإنهاء الوضع سلميا، بمشاركة أقارب المحتج وممثلين عن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، غير أن جميع محاولات إقناعه بالتراجع قوبلت بالرفض.
وفي تطور وُصف بـ”الخطير وغير المتوقع”، ادعى المعتصم تعرضه لوعكة صحية ليلة الجمعة، ما دفع عنصرين من الوقاية المدنية إلى الصعود لمساعدته، لكنه باغتهما باحتجاز أحدهما والاعتداء عليه بواسطة أداة حادة، قبل أن يقوم بتكبيله ودفعه من أعلى الخزان، متسببًا له في كسور خطيرة استدعت تدخلاً جراحيًا عاجلاً.
وحاولت عناصر الدرك الملكي التدخل للسيطرة على الموقف، إلا أن المعتصم واجههم بمقاومة عنيفة مستخدمًا أدوات حادة وراضة، إضافة إلى رشقهم بالحجارة، قبل أن يلقي بنفسه من أعلى الخزان، رغم تجهيز السلطات لوسادة مطاطية أسفل الخزان لتقليل حدة السقوط.
وقد باشرت مصالح الدرك الملكي تحقيقًا قضائيًا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، التي تابعت مجريات الأحداث منذ بدايتها بهدف كشف ملابسات هذه الواقعة المعقدة.
ولاقت هذه القضية صدى واسعًا لدى الرأي العام المحلي، حيث حج عدد كبير من المواطنين إلى مكان الحادث لمتابعة تطورات الاعتصام، بينما تحولت الواقعة إلى موضوع شغل مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا عبر تقنية البث المباشر على “فيسبوك” التي واكب من خلالها الآلاف تفاصيل اللحظة بلحظة.