اختتمت اليوم الإثنين الدورة الـ16 من البرنامج التأهيلي “مصالحة”، التي أقيمت في السجن المحلي بسلا، حيث استفاد منها 21 نزيلاً مدانين في قضايا الإرهاب. وبذلك، بلغ إجمالي المستفيدين من البرنامج منذ انطلاقه في 2017، 364 نزيلاً.
تم تنظيم هذه الدورة تحت إشراف “مركز مصالحة”، الذي أُسّس تنفيذاً لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بهدف تعزيز قيم المواطنة ونشر التسامح والاعتدال، بالإضافة إلى المساهمة في الوقاية من التطرف العنيف، وتأهيل المحكوم عليهم في قضايا التطرف والإرهاب.
حضر الحفل الختامي للمناسبة المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، إلى جانب ممثلي الشركاء المؤسساتيين والخبراء، حيث تم عرض شريط فيديو يتضمن شهادات من النزلاء المشاركين في الدورة الـ16، فضلاً عن تقديم حصيلة الدورة التي استمرت من 17 يناير إلى 28 أبريل. وتلقى النزلاء خلالها تكوينات متنوعة في مجالات دينية وقانونية وحقوقية ونفسية، إضافة إلى أنشطة موازية مثل المسرح والرسم والبستنة.
وفي كلمته، أكد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء ورئيس “مركز مصالحة”، أن البرنامج يهدف إلى “فك الارتباط بالفكر المتطرف وخلق بيئة سجنية خالية من التطرف عبر نشر قيم التسامح والاعتدال من خلال محاضرات تفاعلية متخصصة”. وأضاف أن البرنامج يقوم على ثلاث محاور رئيسية هي: المصالحة مع الذات، المصالحة مع الدين، والمصالحة مع المجتمع، من أجل تحقيق اندماج إيجابي في المجتمع.
من جانبه، قال عبد الواحد جمالي الإدريسي، منسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، إن برنامج “مصالحة” يستهدف السجناء الذين تعرضوا لسوء فهم الدين، مما أسفر عن سلوكيات خاطئة. وأوضح أن البرنامج مكنهم من التمييز بين الحق والباطل وتعزيز الانتماء إلى الوطن.
وأعرب عدد من النزلاء المشاركين عن استفادتهم من البرنامج، حيث أشار النزيل (ع.ب) إلى أنه اكتسب معارف جديدة حول الدين وطور قدرته على النقد، بينما أكد النزيل (ص.ع) أن البرنامج ساعده في تصحيح أفكاره وتعزيز قيم التسامح والتعايش.
وفي ختام الحفل، تم الإعلان عن انطلاق الدورة الـ17 من البرنامج، التي سيشارك فيها 26 نزيلاً.