استأنف مهنيو الصيد البحري على السواحل الممتدة من أكادير إلى العيون، أمس الأحد، نشاط صيد الأسماك السطحية، بعد فترة راحة بيولوجية استمرت لمدة شهر ونصف. وكانت هذه الأسماك، التي تشكل جزءًا كبيرًا من استهلاك المغاربة خاصة في شهر رمضان، خاضعة لهذا التوقف بهدف تعزيز استدامتها.
ورغم عودة النشاط، أشار عدد من المهنيين الذين شاركوا في الإبحار خلال اليوم الأول إلى أنهم لم يلمسوا تحسنًا كبيرًا في الوضع. فقد انطلقت بعض المراكب إلى أعماق المحيط المحاذية للسواحل الجنوبية، ولكن النتائج لم تكن وفقًا للتوقعات، حيث لم تظهر بعد إشارات إيجابية تدل على فاعلية قرار الراحة البيولوجية.
وأوضح محمد أبرغاز، أحد المهنيين والنقابيين بمدينة أكادير، أن الصيادين كانوا يأملون في أن تعطي التدابير الأخيرة، بما فيها فترة الراحة البيولوجية، ثمارها من خلال تحسن الثروة السمكية، إلا أن الوضع ما زال بعيدًا عن المثالية، حيث تضررت هذه الثروة جراء الاستنزاف البيئي وتأثيرات المناخ. وأضاف أبرغاز أن الوقت هو العامل الذي سيحدد نتائج هذه التدابير مع مرور الأيام.
وفي مدينة العيون، أشار أحد المهنيين إلى أن بعض المراكب أبحرت لمسافة تصل إلى 65 ميلًا بحريًا دون العثور على مؤشرات إيجابية، وهو ما يطرح تساؤلات حول فعالية التدابير المتخذة. كما أشار إلى أن الصيادين في هذه المنطقة يأملون في أن تكون الأيام القادمة أكثر وضوحًا بشأن مدى تحسن الوضع.
من جهة أخرى، تضرر السوق المحلي خلال شهري يناير وفبراير بسبب هذه الإجراءات، حيث شهد سعر السردين، وهو من أكثر الأسماك استهلاكًا، ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة للتوقف عن الصيد، مما أثر على عمليات التوزيع في بعض المناطق.
فيما يتعلق بالسواحل الممتدة من بوجدور إلى الداخلة، فإن قرار الراحة البيولوجية لا يزال ساريًا حتى نهاية شهر فبراير، ولم يتم إعطاء الإشارة بعد للمهنيين لاستئناف صيد الأسماك السطحية في تلك المنطقة.
عذراً التعليقات مغلقة