فُجعت الساحة الفنية الأمازيغية والمغربية اليوم بخبر رحيل أحد أعمدتها، الفنان والشاعر والسيناريست عبد الرحمان أوتفنوت، المعروف أيضاً باسم “إدا بورحيم”، عن عمر ناهز 87 سنة.
الراحل، واسمه الحقيقي عبد الرحمان بورحيم، وُلد سنة 1938 بدوار تنغرمت، بجماعة أيت أوغلت، قيادة أوزيوة (إسكاون سابقاً)، إقليم تارودانت. وكان على مدى عقود من الزمن أحد أبرز الأسماء التي ساهمت في تثبيت الفن الأمازيغي في وجدان الجمهور المغربي، من خلال إبداعاته المتنوعة والمُلهمة.
انطلقت مسيرته الفنية سنة 1961 من فضاء “الحلقة” الشعبية بكل من درب غلف والحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء، قبل أن يتجه، منذ سنة 1975، إلى إنتاج أشرطة الأناشيد الدينية الأمازيغية، والتي تجاوز عددها 50 شريطاً.
وشكل عام 1995 نقطة تحول في مسيرته، حيث شارك في أول عمل سينمائي أمازيغي بعنوان “غاسا الدونيت اسكا ليخرت”، ليواصل بعد ذلك مشواراً متميزاً كممثل وسيناريست ومخرج ومنتج، حرص فيه دائماً على إبراز ثقافة وهوية منطقة تفنوت، التي ظل وفياً لها في كل إنتاجاته.
وقد نال الفقيد خلال حياته عدداً من الجوائز وشهادات التقدير، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في خدمة الثقافة الأمازيغية، ليُصبح بحق سفيراً فنياً وثقافياً لتفنوت، وواحداً من أعمدة الفن الأمازيغي الأصيل.
برحيله، فقدت الساحة الفنية أحد رجالاتها الأوفياء الذين جمعوا بين الإبداع الفني والالتزام الثقافي، وترك وراءه إرثاً فنياً غنياً سيظل حيّاً في ذاكرة الأجيال.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
عذراً التعليقات مغلقة