أعلن وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت،أمس الثلاثاء 22 يوليوز الجاري، أمام مجلس المستشارين، عن إطلاق برنامج وطني جديد للفترة الممتدة من 2025 إلى 2034، يهدف إلى تسريع وتيرة إنجاز مشاريع التطهير السائل ومعالجة المياه العادمة، بغلاف مالي ضخم يناهز 56 مليار درهم.
ويشمل هذا البرنامج الطموح، بحسب الوزير، 389 مشروعًا في طور الإنجاز أو على وشك الانطلاق، بالإضافة إلى 694 مشروعًا جديدًا تهم شبكات الصرف الصحي ومحطات المعالجة، مع تقليص الآجال الزمنية لإنجاز المشاريع المبرمجة في المدن من سنة 2034 إلى سنة 2029، بهدف التفرغ لاحقًا لتغطية الحاجيات المتزايدة بالمناطق القروية.
وأوضح لفتيت أن هذا البرنامج يستهدف رفع نسبة الربط بشبكات التطهير السائل إلى 90% في الوسط الحضري و80% في الوسط القروي، وتقليص التلوث بأكثر من 80%، مع بلوغ قدرة على إعادة استعمال 537 مليون متر مكعب من المياه العادمة المعالجة سنويًا في أفق سنة 2040.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن الاستثمارات المعبأة حتى نهاية سنة 2024 تفوق 48 مليار درهم، منها 25 مليارًا تم صرفها في مشاريع منجزة، و23 مليارًا في طور التنفيذ. كما ساهمت الدولة عبر صندوق التطهير السائل والصلب بـأزيد من 17 مليار درهم، منها 11 مليارًا تم تعبئتها فعليًا، إلى جانب مساهمة وزارة الداخلية بأكثر من 3 مليارات درهم عبر حصة الجماعات الترابية من الضريبة على القيمة المضافة.
وفي ما يتعلق بالوسط الحضري، كشف لفتيت أن 223 مدينة ومركزًا حضريًا من أصل 385 تم ربطها بشبكات التطهير ومحطات معالجة المياه العادمة، ما يشمل قرابة 21 مليون نسمة، ورفع نسبة الربط الوطنية إلى 84%. وتتواصل الأشغال في 72 مدينة ومركزًا إضافيًا، بينما جرى برمجة 90 مركزًا حضريًا جديدًا ضمن البرنامج الوطني للفترة المقبلة.
أما على مستوى العالم القروي، فقد تم تجهيز 43 مركزًا قرويًا لفائدة 105 آلاف نسمة، فيما انطلقت أشغال تجهيز 170 مركزًا إضافيًا يستفيد منها 442 ألف نسمة، في أفق بلوغ 1207 مركزًا قرويًا مستفيدًا بحلول عام 2040.
وبخصوص إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، أكد الوزير أنه خلال سنة 2024 تم استغلال 53 مليون متر مكعب لري 30 ملعب غولف ومساحات خضراء في 16 جماعة، إضافة إلى ستة مشاريع صناعية، مع برمجة مشاريع جديدة تشمل 18 ملعبًا و40 جماعة ترابية.
ويأتي هذا البرنامج في سياق رؤية تنموية شاملة، ترتكز على تعزيز العدالة المجالية والتدبير المستدام للموارد المائية، في ظل التحديات المناخية المتزايدة التي تواجه البلاد.