الملك محمد السادس يوجه خطاباً إلى القمة العربية ببغداد

sabkمنذ 5 ساعاتآخر تحديث :
الملك محمد السادس يوجه خطاباً إلى القمة العربية ببغداد

بغداد – وجّه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، خطاباً إلى القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية، التي انطلقت أشغالها اليوم السبت في العاصمة العراقية بغداد، تلاه نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.

في مستهل الخطاب، عبّر جلالة الملك عن شكره وتقديره للرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد على استضافة هذه القمة، مشيداً بالجهود التي بُذلت لتهيئة أجواء التوافق والحوار، كما نوّه برئاسة البحرين السابقة للقمة العربية.

القضية الفلسطينية في صلب الاهتمام

خصص جلالة الملك حيزاً هاماً من خطابه للقضية الفلسطينية، مندداً بما تتعرض له الأراضي الفلسطينية من اعتداءات، ومطالباً بوقف فوري للعمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية. كما دعا إلى:

  1. العودة إلى طاولة المفاوضات لإحياء اتفاق الهدنة.

  2. وقف الاعتداءات الإسرائيلية وهدم المنازل وترحيل المدنيين.

  3. ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة والضفة دون عوائق.

  4. دعم وكالة “الأونروا” للقيام بدورها الإنساني.

  5. إطلاق خطة لإعادة الإعمار تحت إشراف السلطة الفلسطينية وبتعاون عربي ودولي.

وجدد جلالة الملك التأكيد على موقف المغرب الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، بما فيها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع التأكيد على أهمية المصالحة الوطنية الفلسطينية.

وبصفته رئيساً للجنة القدس، أكد العاهل المغربي استمرار المغرب في الدفاع عن المدينة المقدسة، من خلال جهود وكالة بيت مال القدس لدعم المقدسيين والحفاظ على الهوية الروحية والثقافية للمدينة.

مبادئ السيادة وعدم التدخل

شدد جلالة الملك في خطابه على ضرورة الالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، مع رفض أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، مؤكداً أن أي مساعٍ لتحقيق العمل العربي المشترك لن تنجح دون الالتزام بهذه المبادئ.

أهمية التعاون الاقتصادي العربي

على المستوى الاقتصادي، أشار الملك محمد السادس إلى ضعف التبادل التجاري بين الدول العربية، خاصة في منطقة شمال إفريقيا، رغم ما تزخر به من إمكانيات، مشدداً على ضرورة إقامة شراكات فعالة خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحديثة.

وأعرب عن أسفه لاستمرار الجمود داخل اتحاد المغرب العربي، مؤكداً أن قيام هذا الاتحاد بدوره الطبيعي من شأنه أن يدعم التنمية في المنطقة المغاربية.

دعم الاستقرار في الدول العربية

في الشق السياسي، أكد جلالة الملك أن المغرب سيواصل جهوده الدبلوماسية لدعم الأمن والاستقرار في عدد من الدول العربية، مذكراً بانخراط المملكة الإيجابي في جهود المصالحة الليبية، ومؤكداً إعادة فتح سفارة المغرب في دمشق دعماً لعودة سوريا إلى محيطها العربي.

كما عبّر عن دعم المغرب للجهود الرامية إلى إنهاء الأزمات في اليمن والسودان ولبنان، بالطرق السلمية التي تحترم السيادة والوحدة الترابية لهذه الدول.

ختام الخطاب: التزام دائم بالعروبة والعمل المشترك

اختتم جلالة الملك خطابه بالتأكيد على استعداد المملكة المغربية الكامل للانخراط في كافة المبادرات الرامية إلى تعزيز العمل العربي المشترك، بما يعود بالنفع على شعوب المنطقة من حيث الأمن، الاستقرار، والتنمية.

“وفقنا الله لما فيه خير شعوبنا العربية، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.”

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة