في خطوة جديدة تؤكد رسوخ الموقف الأميركي من قضية الصحراء المغربية، أعلن كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، أن الولايات المتحدة تستعد لافتتاح قنصلية قريبا في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مجددا التأكيد على الدعم الأميركي الكامل للسيادة المغربية على الصحراء.
وقال بولس في مقابلة مع قناة الشرق، مساء الجمعة 17 أكتوبر الجاري من شرم الشيخ، إن “هذه هي الصحراء المغربية، ورئيس ترامب كان واضحا في تأكيد سيادة المغرب عليها، والدعوة إلى إيجاد حل دائم لهذا النزاع”، مضيفا أن الموقف الأميركي لم يتغير وأن إدارة بلاده “تواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم استقرار المنطقة”.
وأشاد المسؤول الأميركي بـ خطاب جلالة الملك محمد السادس الأخير، الذي وصفه بـ “التاريخي والواضح” في ما يتعلق بالعلاقات مع الجزائر، مؤكدا أن “الملك تحدث بروح بنّاءة، تجمع بين احترام الشعب الجزائري والرغبة في تعزيز التعاون الإقليمي، وهو ما يعكس نُبل الموقف المغربي تجاه الجوار”.
كما كشف بولس أن مجلس الأمن الدولي يستعد خلال أسبوعين لمناقشة تجديد ولاية بعثة المينورسو، مشيرا إلى أن الملف “سيشكل استحقاقا حاسما في اتجاه دعم الجهود المغربية لإيجاد حل نهائي”، وأضاف: “نحن نُعوّل على نبل جلالة الملك وعلى الموقف التاريخي الذي عبّر عنه، وعلى الدور القيادي للمغرب داخل إفريقيا.”
وفي ما يشبه رسالة تهدئة إقليمية، شدد بولس على أن العلاقات بين الولايات المتحدة والجزائر “إيجابية وبنّاءة”، مؤكدا أن زيارته الأخيرة إلى الجزائر ولقاءه مع الرئيس عبد المجيد تبون “ساهمت في تعزيز التفاهم المشترك”، وأن “الطرف الجزائري أبدى رغبة في التوصل إلى حل جذري ونهائي لقضية الصحراء، وفي تحسين العلاقات مع المغرب”.
وقال بولس: “الجزائر والمغرب يجمعهما تاريخ وجوار طويل، وقد حان الوقت لإنهاء هذا الصراع الذي يقترب من نصف قرن. إنهما شعبان شقيقان، وعليهما أن يفتحا صفحة جديدة من التعاون والازدهار المشترك.”
وعلى الصعيد الدولي، أوضح المستشار الأميركي أن واشنطن تنسّق عن قرب مع شركائها الأوروبيين، بمن فيهم فرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، مؤكدا تفاؤله الكبير بإمكانية الوصول إلى حل سياسي دائم تحت السيادة المغربية. وقال في ختام حديثه: “نحن نعمل مع شركائنا الدوليين، واثقون أكثر من أي وقت مضى بأن هذا الملف يسير نحو تسوية إيجابية تُنهي نزاعاً دام طويلاً.”
