شهدت إسبانيا والبرتغال، يوم الاثنين، انقطاعًا كبيرًا ومفاجئًا في التيار الكهربائي، مما تسبب في توقف خدمات الاتصالات والإنترنت وتعطل حركة القطارات والمواصلات، بالإضافة إلى تأثيره على مرافق حيوية في عدد من المدن، أبرزها مدريد وبرشلونة.
وفي خضم هذه الأزمة، سارع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى مقر شركة الكهرباء الوطنية لتلقي تقرير مفصل حول الحادث، كما دعا إلى عقد اجتماع حكومي طارئ لمعالجة الوضع، حسب ما أعلن مكتبه عبر تطبيق “تلغرام”.
من جانبها، قدّرت شركة الكهرباء الإسبانية أن إعادة التيار ستتطلب من 6 إلى 10 ساعات، وفقًا لما صرح به مدير العمليات بالشركة، إدواردو برييتو، الذي أكد أيضًا أن بعض المناطق بدأت بالفعل في استعادة التيار الكهربائي تدريجيًا.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لمحطات المترو في حالة ظلام تام، وأشخاصًا يستخدمون أضواء هواتفهم في المكاتب والطرقات. كما توقفت إشارات المرور، ما دفع السلطات المرورية إلى التدخل يدويًا لتنظيم حركة السير وتجنب الحوادث، بينما علقت هيئة الطرق حركة السيارات مؤقتًا في بعض المناطق.
كما أُفيد بأن عدداً من المواطنين علقوا داخل المصاعد، وشوهد العديد منهم في الشوارع يحاولون الحصول على اتصال هاتفي أو بشبكة الإنترنت.
وأكد موقع “نتبلوكس” المتخصص في مراقبة الإنترنت أن الانقطاع تسبب في انخفاض الاتصال بالشبكة إلى 17% فقط من المعدل الطبيعي، مما أثر على جزء كبير من البنية التحتية الرقمية للبلاد.
وفي البرتغال، أعلنت شركة الكهرباء أن الانقطاع شمل شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها، مشيرة إلى أن الحادث وقع حوالي منتصف النهار. كما سجل انقطاع محدود في جنوب غرب فرنسا، قبل أن تتم إعادة التيار في وقت لاحق.
بدورها، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها على تواصل مع حكومتي مدريد ولشبونة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء هذا الانقطاع الواسع.
وأشارت شركة السكك الحديدية الإسبانية “أديف” إلى توقف حركة القطارات في مختلف أنحاء البلاد، بينما سجلت شركة المطارات الإسبانية “إينا” بعض التأخيرات في الرحلات الجوية، موضحة أن المطارات لا تزال تعمل بفضل اعتمادها على أنظمة طوارئ كهربائية.
من جانبها، أوضحت شركة “ريد إلكتريكا” أنها نجحت في إعادة التيار إلى مناطق في الشمال والجنوب، لكنها لا تزال تواصل العمل لاستعادة الخدمة بالكامل.
صحيفة إل باييس الإسبانية نشرت صورًا توثق شللًا جزئيًا في مدريد، حيث توقفت القطارات، وعملت الشرطة على تنظيم حركة المرور يدويًا، بينما اضطر الصحفيون في مكاتبها إلى استخدام كشافات ضوئية لمواصلة العمل. كما أشارت الصحيفة إلى أن المستشفيات استطاعت الحفاظ على عمل أقسامها الحيوية بفضل المولدات، بينما ظلت أقسام أخرى دون كهرباء.
ويُضاف هذا الانقطاع إلى سلسلة من الانقطاعات الكبرى التي شهدتها دول عدة في السنوات الأخيرة، مثل تونس في شتنبر 2023، وسريلانكا في غشت 2020، والأرجنتين وأوروغواي في يونيو 2019، إضافة إلى انقطاع كبير ضرب أوروبا في نونبر 2006 نتيجة خلل في شبكة الكهرباء الألمانية.