بريطانيا تستعد لإجراء اقتراع تاريخي

ALLO243 يوليو 2024آخر تحديث :
بريطانيا تستعد لإجراء اقتراع تاريخي

تطوي بريطانيا صفحة تاريخية غدًا الخميس، حيث يتوقع أن يحقق حزب العمال، من يسار الوسط، هزيمة ساحقة بالمحافظين الذين حكموا البلاد لمدة 14 عامًا، في انتخابات تشريعية شهدت تصاعدًا لليمين المتشدد.

بعد سنوات صعبة مر بها البريطانيون، بما في ذلك خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وانتشار كوفيد-19، وفضائح وعدم استقرار سياسي مع تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء محافظين في عام 2022 وخمسة منذ عام 2010، يتطلع الناخبون إلى التغيير.

رغم غياب التفاؤل المفرط، يستعد البريطانيون لمنح فرصة لكير ستارمر، زعيم حزب العمال البالغ من العمر 61 عامًا. ستارمر، محامٍ سابق مدافع عن حقوق الإنسان وشغل منصب المدعي العام قبل أن يُنتخب نائبًا قبل تسع سنوات، من المتوقع أن يصبح رئيسًا للوزراء، حيث يتولى هذا المنصب عادة رئيس الحزب الذي يحصل على غالبية المقاعد في الانتخابات التشريعية.

كير ستارمر لا يتمتع بشخصية كاريزمية ولا بشعبية كبيرة، وقد لزم الحذر وحتى الغموض خلال الحملة الانتخابية للحفاظ على تقدم حزبه بفارق 20 نقطة على المحافظين. وعوده كانت محدودة، حيث حذر من أن حزب العمال لا يملك “عصا سحرية”. ورغم ذلك، يتحدث عن النزاهة والخدمة في السياسة، قائلًا إن أول ما سيفعله عند تولي رئاسة الحكومة هو تغيير عقلية السياسة لتكون في خدمة الشعب، مذكرًا بالفضائح التي طالت سلطة المحافظين.

بين القضايا الرئيسية التي تثير قلق الناخبين الاقتصاد وتدهور خدمة الصحة العامة والهجرة. جعل حزب الإصلاح البريطاني القومي وزعيمه نايجل فاراج من الهجرة محور معركته، رابطًا إياها بكل المشاكل التي تعاني منها بريطانيا مثل نقص السكن وصعوبة تلقي العلاج الطبي وعدم توفر فرص عمل لبعض الشباب.

فاراج، النائب الأوروبي السابق البالغ من العمر 60 عامًا والمعجب بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لديه فرصة جيدة ليتم انتخابه في كلاكتون أون سي، المدينة الساحلية شرق لندن. دخول فاراج السباق الشهر الماضي أدى إلى تعزيز نوايا التصويت لحزبه، الذي بات يحل خلف حزب المحافظين، بل وتقدم عليه في بعض استطلاعات الرأي.

من جهته، بذل ريشي سوناك، رئيس الوزراء منذ عشرين شهرًا، كل جهوده لإقناع المواطنين بعدم منح حزب العمال شيكًا على بياض. أعلن عن خفض الضرائب ووعد بأيام أفضل، مع التلويح في الوقت نفسه بزيادة هائلة للضرائب تحت حكومة حزب العمال. لكن كل ذلك لم يؤد إلى النتائج المرجوة، وقد يواجه المحافظون أسوأ هزيمة في تاريخهم.

ريشي سوناك، المليونير من أصل هندي البالغ من العمر 44 عامًا، الذي يعتبره الكثيرون منفصلًا عن اهتمامات البريطانيين، واصل مسيرته وبدأ ماراتونه الانتخابي عند الساعة الرابعة صباحًا في محاولة لاستمالة الناخبين المترددين بين حزب الإصلاح البريطاني وحزب المحافظين في الدوائر الانتخابية المتنافسة بشدة.

وقال سوناك: “سأحارب من أجل كل صوت حتى نهاية الحملة الانتخابية”.

يقدم حزب الإصلاح البريطاني هذا العام أكثر من 600 مرشح، في وقت يتنافس فيه على 650 دائرة انتخابية. رغم أن نظام التصويت بالأكثرية وبدورة واحدة يعطي الأولوية للحزبين الكبيرين، لم يخف فاراج نواياه؛ فهو يسعى لاختراق معاقل المحافظين الذين أنهكتهم الانقسامات الداخلية، ويطمح لجعل حزبه حزب المعارضة الرئيسي بهدف الفوز في الانتخابات التشريعية عام 2029.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة