أطّر عبد اللطيف بنصفية، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، الخميس في قاعة الندوات بكلية الطب بوجدة، الدّرس الافتتاحي للسنة الجامعية 2022-2023 لشعبة علوم الإعلام والتواصل الإستراتيجي وماستر الصحافة والإعلام الرقمي بجامعة محمد الأول، الذي تمحور حول “آفاق تطور الممارسة الإعلامية في ظل تقدم التكنولوجيا المعاصرة”.
وقارب بنصفية الموضوع من عدة جوانب، من بينها هامش الحرّية الذي تتيحه المنصات والمدونات والمواقع الرّقمية للصحافيين وغيرهم، وتتعارض –في بعض الأحيان- مع الالتزامات المهنية وأخلاقيات الصحافة، مشيراً إلى أن ما تقدّمه الوسائط الاجتماعية والمدونات الشخصية “ليس بالضرورة عملا صحافياً بقدر ما هو عمل تعبيري”.
واعتبر مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال أن ما وصفه بـ”الاجتياح الرقمي” يمكن أن نستشفه من خلال التغير الحاصل في مكونات المشهد الإعلامي بظهور وسائط جديدة، تضاف إلى الصحافة المكتوبة والتلفزة والإذاعة، وهو الأمر الذي وسّع “المعاملات الإعلامية” التي يقصد بها “ليس فقط صناعة المادة الإعلامية وإنتاجها، وإنما التفاعل معها بشكل آني”، وفق تعبيره.
وفي تصريح لهسبريس، قال عبد اللطيف بنصفية إن “المد الرقمي أثر إلى حد كبير على الممارسة الصحافية وعلى مسار الإنتاج الإعلامي”، مشيراً إلى أن “هذا الأمر يسائلنا اليوم كباحثين وكمهنيين عمّا يمكننا القيام به لتجويد الممارسة الصحافية وخلق نموذج للتكوين يرافق هذا التحول السريع والمضطرد”.
وأَضاف المتحدث ذاته: “هذا الدرس الافتتاحي مناسبة لتبادل الأفكار مع الطلبة والأساتذة حول إشكالات تتعلّق بمدى استجابة الممارسة الإعلامية لما هو مطروح علينا كرهانات مجتمعية وازنة، تتعلّق أولا بالمبادئ الدستورية التي أتى بها دستور 2011 والنموذج التنموي الجديد”.
من جانبه، قال هشام كزوط، منسق ماستر الصحافة والإعلام الرّقمي وشعبة علوم الإعلام والتواصل الإستراتيجي بجامعة محمد الأول بوجدة، إن هذا الدرس الافتتاحي “يناقش قضية جوهرية مرتبطة بجدلية الصراع القائم اليوم بين الإعلام والثورة التكنولوجية حول الحضور والتنافسية”.
وأضاف كزوط ضمن تصريح لهسبريس: “نسعى من خلال هذا اللقاء إلى مقاربة جملة من الإشكالات المرتبطة بمدى تأثير الثورة التكنولوجية على الممارسة الإعلامية، سواء على مستوى القائم بالاتصال أو مضمون الرسالة، إضافة إلى طرح سؤال مدى تبنّي الصحافيين للثقافة التكنولوجية في الممارسة الإعلامية أو التسيير الإداري للمقاولة الإعلامية الرقمية”.
وفي مداخلة له، دعا محمد الركراكي، الكاتب العام للمعهد العالي للإعلام والاتصال، إلى “طرح المعاهد ومسالك الإعلام سؤال كيفية مواكبة التحولات العميقة التي يشهدها القطاع على مستوى برامجها التكوينية”.
وأشار الركراكي إلى أن “أكاديميي الإعلام لم يكونوا يعلمون أن هذا التحول يمكن أن يحدث بهذه السرعة، لذلك لم يطوّروا عرضاً لمواكبته”، معتبراً أن “الوقت حان لتعزيز العرض الأكاديمي في حقل الإعلام بالاعتماد على التقنيات التكنولوجية الحديثة”.
وجرى، خلال الدّرس الافتتاحي، الإعلان عن اعتزام المعهد العالي للإعلام والاتصال توقيع اتفاقية شراكة مع الشعبة سالفة الذكر، لاستفادة طلبتها من تكوينات واستوديوهات المعهد في المستقبل.
عذراً التعليقات مغلقة