السبق الاخبارية
أكد عبد العلي حامي الدين، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الرد المغربي على ما قام به الرئيس التونسي من استقبال خص به ممثل الجبهة الانفصالية، كان متناسبا مع الضرر الكبير الذي لحقه وفق ما نشره موقع حزب العدالة والتنمية المغربي .
وشدد حامي الدين في مداخلة له على قناة “الزيتونة” التونسية، خلال برنامج “حصاد 24، الاثنين 29 غشت 2022، أن التقاليد الدبلوماسية التونسية لا تسمح لها بالوقوع في هذا الخطأ الذي ارتكبه قيس سعيد، ولذلك يمكن اعتبار أن ما وقع هو تصرف انفرادي من رئيس الدولة.
وأوضح المتحدث ذاته، أن الخطوات المغربية للتفاعل مع الحادث كانت ضرورية للتعبير عن الغضب، ليس الرسمي فقط، ولكن الشعبي أيضا، إذ أن الشارع المغربي حساس جدا لكل ما يرتبط بقضية وحدة البلاد الترابية.
ونبه حامي الدين، إلى أن خطأ سعيد مزدوج، من جهة دعا ممثل جبهة الانفصال للحضور لقمة تيكاد، دون موافقة الشريك الياباني، والذي لا يعترف بالكيان الوهمي، فضلا أن هذا الإطار التعاوني هو للشراكة بين اليابان والدول المعترف بها لدى الأمم المتحدة والتي تعترف بها اليابان أيضا، وليس بين اليابان ومنظمة الاتحاد الإفريقي.
ومن جهة ثانية، يردف عضو أمانة العدالة والتنمية، فإن الاستقبال الذي خصصه سعيّد للمعني، على شاكلة الاستقبالات التي خصصها لرؤساء الدول، كان أمرا خطيرا، منبها إلى الأمر لا يتعلق بخطأ بروتكولي، بل بأمر مقصود، يتحمل فيه سيعد كامل المسؤولية، في ظل الحيثيات المعروفة.
وأكد حامي الدين أن ما وقع هو خطيئة ينبغي تصحيحها، واتخاذ خطوات دالة على الاعتذار عنها، وإن لم يفعل الرئيس ذلك، يقول الأستاذ الجامعي، فإن الأمور ستذهب بعيدا، إذ معنى هذا أن تونس ستغير من موقفها من الصحراء، وستبني علاقات مع هذا الكيان الوهمي، وستكون بمثابة ملحقة للجزائر.
وبعد أن أشار حامي الدين إلى بعض مؤشرات البرود التي طبعت علاقات تونس مع المغرب منذ وصول الرئيس قيس سعيد للرئاسة، أكد أن المغرب، كان على الدوام يقف إلى جانب تونس، ويسعى للتخفيف من وطأة أزمتها الاقتصادية، وليس هناك دليل أكبر من ما قام به جلالة الملك لتشجيع السياحة في تونس، إذ مكث هناك لأيام، في وقت كانت الأعمال الإرهابية تضرب البلاد، فضلا عن ازدياد الاستثمارات المغربية بتونس.
وأوضح حامي الدين أن الخلاف القائم هو على مستوى الدولة وليس الشعبين، وأن العلاقات الفنية والثقافية والرياضية لا ينبغي أن تتأثر بذلك، على الأقل الآن، مشيدا بالحكمة التي يدير بها المغرب خلافاته مع جيرانه، سواء اليوم مع تونس، أو خلال هذه العقود مع الجزائر.
وخلص حامي الدين إلى أن العلاقات الثنائية بين المغرب وتونس كانت دائما قوية وودية، موضحا أنها تمر الآن من مرحلة نرجو أن تكون عابرة وسحابة صيف، يقول الأستاذ الجامعي
Pjd.ma
عذراً التعليقات مغلقة