أظهرت دراسة جديدة أجراها معهد جولداسبيكوف للميكانيكا والهندسة في كازاخستان أن تناول حليب الإبل قد يساهم في خفض فرط استجابة مجرى الهواء والتهاب الرئة في نموذج مخبري للربو التحسسي عند الفئران، ما يفتح الباب أمام إمكانية استخدامه كعلاج غذائي مساعد لهذا المرض واسع الانتشار.
ويعد الربو من الأمراض المزمنة التي تصيب مئات الملايين حول العالم، إذ يتسم بالتهاب مستمر في مجرى الهواء وفرط استجابة، بينما تُعزى زيادة انتشاره في السنوات الأخيرة إلى تغيّرات نمط الحياة وقلة التعرض للبيئات الريفية والتحولات الغذائية.
ووفق ما نشره موقع Medical Express، فإن حليب الإبل يُعرف بفوائده الصحية المتعددة، ومنها خصائصه المضادة للالتهاب وتأثيراته على تعديل المناعة، غير أن تأثيره المباشر على المسارات المناعية المرتبطة بالربو التحسسي لم يكن محل دراسة تفصيلية من قبل.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة PLOS One تحت عنوان “تأثير حليب الإبل على نموذج الربو الناتج عن مسببات الحساسية من عث غبار المنزل في الفئران”، حيث أجرى الباحثون تجربة على 30 فأراً من نوع BALB/c تتراوح أعمارها بين 8 و10 أسابيع.
وقُسمت الفئران إلى ثلاث مجموعات: مجموعة ضابطة، وأخرى معرضة لمسببات حساسية عث الغبار المنزلي، وثالثة عولجت بحليب الإبل. وتلقت الفئران جرعات أنفية من مستخلص عث الغبار المنزلي لمدة ثلاثة أسابيع، في حين حصلت مجموعة العلاج على حليب الإبل المستخرج من الإبل العربية بمنطقة ألماتي، بجرعة نصف ملليلتر خمس مرات أسبوعياً عن طريق التغذية الأنبوبية، بدءاً من اليوم السابق للتعرض لمسببات الحساسية.
وأظهرت نتائج القياسات، التي استخدم فيها جهاز FlexiVent لتقييم فرط استجابة مجرى الهواء بعد اختبار الميثاكولين، أن الفئران التي تناولت حليب الإبل سجلت انخفاضاً ملحوظاً في فرط الاستجابة، إضافة إلى تراجع أعداد الخلايا الالتهابية، ومنها الخلايا الحمضية والبلعميات واللمفاويات، في سائل غسل القصبات الهوائية.
كما لوحظ انخفاض في مستويات بعض السيتوكينات المسببة للالتهاب مثل IL-4 وIL-5 وIL-13 عند إعادة تحفيز خلايا الرئة بمستخلص عث الغبار في المختبر لدى الفئران المعالجة بحليب الإبل.
واستنتج الباحثون أن حليب الإبل يمكنه إعاقة تنشيط المناعة الناتج عن مسببات الحساسية، والحد من تدفق الخلايا الالتهابية، مرجعين هذه الخصائص إلى تركيبة حليب الإبل الغنية بالجلوبولينات المناعية والبروتينات النشطة بيولوجياً.
مع ذلك، أشار الفريق البحثي إلى أن مكونات حليب الإبل لم تُحدد بشكل منفصل، ولم تُقارن نتائجه مع أنواع أخرى من الحليب مثل حليب الأبقار أو الماعز، مما يجعل من الضروري إجراء المزيد من الدراسات، خصوصاً على البشر، للتحقق من فعاليته وأمانه كعلاج مكمل لمرض الربو التحسسي.
هذه النتائج تفتح المجال أمام احتمالات علاجية جديدة، لكنها تظل بحاجة إلى تأكيد علمي أكبر قبل اعتمادها في الممارسات الطبية.