شهدت مدينة طنجة، صباح السبت 12 يوليوز 2025، افتتاح ساحة “فارو” التاريخية، المعروفة محليًا بـ“سور المعكازين”، عقب انتهاء أشغال إعادة التهيئة التي أعادت إليها رونقها الجمالي وهويتها التراثية.
وجاءت النسخة الجديدة من المشروع بعدما تولت تنفيذه شركة وفريق تقني بديلان، إثر مراجعة شاملة للتصميم الأول الذي أثار انتقادات واسعة من سكان المدينة بسبب ضعف جودة الأشغال، ما أسفر عن إعفاء المهندس المكلف بالمشروع سابقًا.
وتحظى الساحة، التي كانت تعرف قديمًا باسم “لالة فريجة”، بمكانة خاصة في ذاكرة الطنجاويين، إذ أدرجت ضمن قائمة التراث الوطني المغربي منذ سنة 1947، وظلت فضاءً مفضلاً لالتقاء كبار السن والمثقفين الذين يجدون فيها متنفسًا للتأمل في البحر، كما شكلت مصدر إلهام لرحالة وفنانين من بينهم ابن بطوطة والرسام الفرنسي لويجي لوكاكو.
إعادة التهيئة جاءت استجابةً لملاحظات والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، يونس التازي، الذي قام بزيارة ميدانية عقب عيد الأضحى، حيث استمع لمطالب المواطنين بضرورة الحفاظ على الهوية التاريخية والمعمارية للساحة.
وأفادت مصادر مطلعة بأن صرف الميزانية المخصصة للمشروع ما يزال معلقًا إلى حين التأكد من مطابقة الأشغال للمعايير المطلوبة، في حين يُنتظر الشروع قريبًا في تهيئة الجزء السفلي من الساحة المطل على الميناء، ضمن المرحلة الثانية من المشروع.
وبهذا الإنجاز، تستعيد “ساحة فارو” مكانتها كأحد أبرز الفضاءات المفتوحة بمدينة طنجة، بما تعكسه من ذاكرة تاريخية وعمق حضاري للمدينة.