تعد عروض “نوستالجيا-عاطفة الأمس” رحلة ممتعة في عمق التاريخ المغربي، مستكشفة التراث الثقافي الغني الذي يزخر به المغرب. هذه العروض تسلط الضوء على المآثر المغربية، تعيد إليها الاعتبار الذي تستحقه، وتساهم في تعزيز الوعي بالتراث الوطني وتعميق فهم الجمهور للأحداث والشخصيات التي ساهمت في تشكيل الهوية المغربية اليوم.
المشروع الضخم والتوجيهات الوزارية: المخرج المسرحي أمين ناسور، الذي أشرف على إخراج هذه العروض، أشار في تصريح لهسبريس إلى أن هذا المشروع الضخم يُعد من المشاريع الكبرى لوزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة، بإشراف شخصي من وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد. وذكر أن الوزير هو صاحب فكرة المشروع، الذي يهدف إلى إعادة الاعتبار للمآثر التاريخية المغربية. ناسور وصف المبادرة قائلاً: “هي جدران ولكن يجب أن تنطق بتاريخها”.
عروض مسرح الواقع بلمسة تاريخية: تندرج عروض “نوستالجيا” في إطار عروض مسرح الواقع بلمسة تاريخية، حيث بدأت بمحطة شالة، التي استحضرت حضارات عدة، منها الحضارة الرومانية والأمازيغية والمرينية. بعدها، انتقل العرض إلى مراكش، متناولاً تاريخ قصر البديع وقصر الباهية، ثم إلى شفشاون لاستعراض تاريخ القصبة وحياة مولاي علي بن راشد وابنته السيدة الحرة.
مواقع تاريخية أخرى: العروض استعرضت أيضًا جوانب أخرى من تاريخ شالة، مركزة على الحضارتين الأمازيغية والمرينية، قبل الانتقال إلى مدينة أكادير لتناول تاريخ “قصبة أكادير أوفلا” ومنطقة سوس. ناسور أشار إلى أن العروض تشمل دائمًا ختامًا يتناول الحضارة العلوية الممتدة في التاريخ والمكان.
التأثير على السياحة والثقافة: يرى أمين ناسور أن المشروع يساهم في إعادة الاعتبار للمآثر التاريخية وتثقيف الزوار والناشئة بتاريخ المملكة المغربية. وأضاف أن المشروع يعد فرصة عمل مهمة لأكثر من 350 فنانًا وتقنيًا، ويساهم في تنشيط السياحة الثقافية، مما يخلق دينامية اقتصادية وثقافية وتاريخية مهمة. المشروع يعزز ما يُعرف بالصناعات الثقافية، حيث يربط بين مجموعة من القطاعات لخلق نشاط يساهم في تعزيز السياحة الثقافية.
التنوع الفني والثقافي: العروض تضمنت مشاركة فرق موسيقية وفرق مسرحية، مما يعزز التنوع الفني والثقافي في المشروع. وأكد ناسور أن هذه العروض تقدم تجربة فريدة للمشاهدين، تجمع بين المعرفة التاريخية والاستمتاع بالفنون.
بالتالي، تشكل عروض “نوستالجيا-عاطفة الأمس” مبادرة متميزة لإحياء التراث المغربي، وتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي، ودفع عجلة السياحة الثقافية في المغرب.
عذراً التعليقات مغلقة