باريس – الأحد 12 يناير 2025 أعلن وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، عن نيته إلغاء الاتفاق الحكومي الفرنسي-الجزائري المبرم عام 2013، الذي يتيح للنخبة الجزائرية حاملي جوازات السفر الدبلوماسية السفر إلى فرنسا بدون تأشيرة. جاء هذا الإعلان في خضم تصاعد التوتر بين باريس والجزائر.
وأكد دارمانان خلال مقابلة مع قناة “إل سي إي” أن هذا الاتفاق يسمح “لآلاف من حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية بدخول فرنسا والتنقل بحرية دون الحاجة إلى تأشيرة”. واعتبر أن إلغاء هذه الامتيازات سيكون إجراءً “أكثر ذكاءً وفعالية”، داعياً إلى تنفيذ هذا القرار في أسرع وقت.
وأضاف الوزير أن هذه الخطوة لن تمس الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، مشيراً إلى أن “10% من مواطنينا لديهم روابط دم وأرض وثقافة بالجزائر”.
تأتي تصريحات دارمانان وسط أجواء مشحونة بين البلدين، بعد ترحيل السلطات الفرنسية للمؤثر الجزائري المعروف بـ”بوعلام” (59 عاماً)، بتهمة “الدعوة إلى تعذيب معارضين للنظام الجزائري”. ورغم ترحيله إلى الجزائر يوم الخميس، رفضت السلطات الجزائرية استقباله، مما أجبره على العودة إلى فرنسا.
وفي هذا السياق، صرح وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، يوم الجمعة قائلاً: “الجزائر تسعى إلى إذلال فرنسا”، بينما نفت الجزائر هذه الاتهامات ووصفتها بـ”حملة تضليل وتشويه”.
لا تقتصر الأزمة على اتفاقية 2013؛ إذ أعاد رئيس الوزراء الفرنسي السابق، غابريال أتال، طرح فكرة إلغاء اتفاقية عام 1968 التي تمنح الجزائريين تسهيلات خاصة في التنقل والإقامة والعمل بفرنسا. وعلق دارمانان على ذلك قائلاً: “هذا الاتفاق تم تعديله أربع مرات، وهو الآن قديم ويحتاج إلى مراجعة أو إلغاء”.
في سياق آخر، زادت حدة التوتر بعد توقيف السلطات الجزائرية الكاتب الفرنسي الجزائري، بوعلم صنصال (75 عاماً)، في الجزائر العاصمة. وطالب دارمانان بالإفراج الفوري عنه، مؤكداً على ضرورة احترام حقوق الإنسان.
تظل العلاقات الفرنسية-الجزائرية أمام اختبار جديد، فيما تتباين الرؤى بين الطرفين حول كيفية معالجة القضايا العالقة وتجاوز الأزمات المتكررة.