شهد المسلمون حول العالم لحظات مهيبة مع انطلاق العام الهجري الجديد، حيث اكتست الكعبة المشرفة كسوتها الجديدة في مراسم استثنائية، عكست إرثًا عريقًا في خدمة أقدس بقاع الأرض، استمر لأكثر من قرن من الزمان.
وأنجزت أعمال تغيير الكسوة هذا العام في زمن قياسي لم يتجاوز أربع ساعات، مقارنة بالأعوام الماضية، إذ بدأت المراسم بنقل الكسوة في موكب رسمي من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة، داخل مقطورة مخصصة تضمن حمايتها، وصولًا إلى المسجد الحرام، حيث تولى فريق متخصص تركيبها على أضلاع الكعبة الأربعة وسط إجراءات دقيقة.
ويشارك في هذه المهمة الشريفة 154 صانعًا من الكفاءات الوطنية السعودية، موزعين بدقة على محيط الكعبة المشرفة وسطحها، لضمان تنفيذ العمل وفق أعلى معايير الجودة والإتقان.
وتبدأ عملية استبدال الكسوة بفك الحُليّ المذهبة والصمديات والقناديل، إضافة إلى إنزال ستارة باب الكعبة التي يبلغ طولها 6.35 أمتار وعرضها 3.33 أمتار. بعدها تُثبت 60 حلقة مذهبة على رخام الشاذروان لتأمين ثبات الكسوة الجديدة في مواجهة الظروف الجوية المختلفة.
ويجري رفع الكسوة الجديدة تدريجيًا، بالتوازي مع إنزال الكسوة القديمة التي يصل ارتفاعها إلى 14 مترًا، في مشهد يعكس التنظيم والدقة العالية.
وكشفت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن إنتاج الكسوة يمر بسبع مراحل تبدأ بتحلية المياه المستخدمة، وتنتهي بفحوصات دقيقة لضمان أعلى مستويات الجودة.
وتتكون الكسوة الجديدة من سبع خامات فاخرة تجمع بين الحرير والقطن، حيث استُخدم في صناعتها 825 كيلوجرامًا من الحرير، و410 كيلوجرامات من القطن، إلى جانب 120 كيلوجرامًا من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، و60 كيلوجرامًا من أسلاك الفضة الخالصة، لتخرج في حُلّة تليق بمقام بيت الله الحرام.
