“لابوبو” تصنع ثروة بمليارات الدولارات: وانغ نينغ ينضم إلى نادي كبار أثرياء الصين

sabk11 يوليو 2025آخر تحديث :
“لابوبو” تصنع ثروة بمليارات الدولارات: وانغ نينغ ينضم إلى نادي كبار أثرياء الصين

السبق الإخبارية

في قصة نجاح استثنائية تجمع بين الفن والتجارة والابتكار، تمكن وانغ نينغ، مؤسس شركة “بوب مارت” (Pop Mart)، من حجز مكانه ضمن قائمة أغنى عشرة أشخاص في الصين، بعدما بلغت ثروته 22.7 مليار دولار، وفق آخر تصنيف لمجلة “فوربس”.

وانغ، البالغ من العمر 38 عاماً، بنى إمبراطوريته المالية حول دمية صغيرة تحمل اسم “لابوبو”، تحولت في وقت قصير إلى ظاهرة ثقافية وتجارية اجتاحت الأسواق الصينية والعالمية. هذه الشخصية ابتكرها الفنان البلجيكي Kasing Lung سنة 2015، وأصبحت جزءاً من مفهوم “الصناديق العمياء”، حيث يشتري الزبائن دمية دون معرفة النسخة التي سيحصلون عليها، ما خلق حالة من التشويق وأشعل حمى جمع النسخ النادرة.

استراتيجية وانغ أثبتت نجاحها، إذ دفع شغف الزبائن بجمع دمى “لابوبو” إلى تحقيق مبيعات ضخمة، ما مكنه من افتتاح مئات المتاجر في الصين وخارجها، ونشر أكثر من 2300 آلة بيع ذاتي، والتوسع إلى نحو 30 دولة من بينها الولايات المتحدة، اليابان، كوريا الجنوبية وعدة دول أوروبية.

وقفزت أرباح شركة “بوب مارت” بنسبة 188% في عام 2024، لتصل إلى حوالي 13 مليار يوان، بينما تجاوزت القيمة السوقية للشركة حاجز 300 مليار دولار هونغ كونغي، ما جعل من وانغ نينغ أحد أبرز الأسماء اللامعة في عالم المال والأعمال بالصين.

إلى جانب النجاح التجاري، استطاع وانغ أن يستقطب شريحة واسعة من الشباب عبر ما بات يعرف بثقافة “Healgai”، التي تجمع بين الترفيه والإحساس بالراحة النفسية، لتتحول “لابوبو” إلى رمز يجمع بين الطفولة والغرابة. ولم يكن نجاحها بعيداً عن استراتيجيات التسويق الذكية، إذ جرى ربط الشخصية بمشاهير عالميين مثل كيم كارداشيان وليسا من فرقة بلاكبينك، ما زاد من شهرتها وأثرها الثقافي.

ظاهرة “لابوبو” بلغت حد بيع نسخ نادرة منها بأسعار خيالية، إذ سجلت وسائل الإعلام مزاداً في بكين شهد بيع دمية بحجم إنسان مقابل 1.08 مليون يوان (أكثر من 150 ألف دولار). وتخطط شركة “بوب مارت” حالياً للتوسع نحو مجالات جديدة مثل ألعاب الفيديو، المجوهرات، المقاهي، ومدن ترفيهية تحمل اسم “Pop Land”، في مسعى للحفاظ على وهج العلامة التجارية.

ورغم هذا النجاح اللافت، يواجه وانغ بعض التحديات، خصوصاً بعد فرض بعض الدول مثل سنغافورة قيوداً على بيع “الصناديق العمياء” للقاصرين، إلى جانب تحذيرات الخبراء من خطر الاعتماد المفرط على شخصية واحدة، ما دفع الشركة إلى العمل على تنويع محفظة منتجاتها بشخصيات جديدة لضمان استمرار نموها.

صعود وانغ نينغ يعكس تحولا عميقاً في بنية الاقتصاد الصيني، حيث أصبحت الصناعات الثقافية والإبداعية لاعبا رئيسيا إلى جانب قطاعات مثل العقار والتكنولوجيا. ورغم صغر حجم دمية “لابوبو”، إلا أنها جسدت نموذجاً اقتصادياً جديداً، يعتمد على مزج العاطفة والحنين مع الابتكار التجاري، ليصنع من وانغ نينغ مليارديراً يجسد روح الصين الحديثة.

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة