“لا يكلف الله نفسا إلا وسعها” .. أسر لا تطيق غلاء المواشي وتستعد للتخلي عن “حاولي العيد”

sabk13 يونيو 2024آخر تحديث :
“لا يكلف الله نفسا إلا وسعها” .. أسر لا تطيق غلاء المواشي وتستعد للتخلي عن “حاولي العيد”

قبل أيام قليلة من حلول عيد الأضحى المبارك، ما تزال أسعار الأضاحي تحلق في مستويات فلكية، بعدما تجاوزت في المتوسط سعر 5000 درهم، بينما لا يقل سعر أصغر رؤوس المواشي عن 3000 درهم.

وبات في خانة شبه المستحيل، تمكن العديد من الأسر، من اقتناء أضحية العيد هذه السنة، بعدما تضاعف سعرها معدل الحد الأدنى للأجور.

في سوق الأضاحي بمنطقة الحرارين بمدينة

طنجة، يبدو التذمر هو سيد الموقف في أوساط مرتادي هذا السوق ، حيث يعبر الكثير منهم عن استيائهم من الارتفاع الجنوني في الأسعار، وصعوبة تلبية هذه الشعيرة الدينية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأمام غياب أي جدوى من إجراء مساومة بين بائع المواشي والمشترين، يجد العديد منهم أنفسهم مضطرين للبحث عن بدائل أخرى، أو حتى التخلي عن فكرة شراء الأضحية لهذا العام، ما يزيد من حدة التذمر والاستياء بين الأسر.

“لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”، يقول عبد الصمد، معبرا عن إحساسه بالعجز أمام أسعار أثمنة الأضاحي غير المسبوقة. مضيفًا أن الوضع أصبح لا يطاق بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود، حيث بات من الصعب عليهم تلبية هذه الشعيرة الدينية الهامة.

ويوضح هذا الشاب، وهو رب أسرة مكونة من زوجة وثلاثة أطفال، أن سعر الخروف المناسب لعدد أفراد أسرته يبلغ حوالي 4000 درهم، وهو مبلغ يتجاوز بكثير دخله الشهري.

ويخلص عبد الصمد، إلا أن في حالة ما إذا لم تأخذ الأسعار منحى تراجعيا خلال اليومين المقبلين، فسيكون التخلي عن كبش العيد هذه السنة، أمرا لا مفر منه، مضيفا “أننا سنكتفي ببضع كيلوغرامات من لحم البقر لتعويض غياب خروف العيد عن البيت.

تتسارع الأيام نحو عيد الأضحى المبارك، ومع ذلك، ما تزال وثيرة الإقبال على اقتناء الأضاحي محدودة بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني وصعوبة توفر المواشي بأسعار معقولة، مما يجعل الكثيرين يترددون في القيام بشراء الأضاحي هذا العام.

تبدو حالة من التبرم على وجه فؤاد، بينما ييمم شطر نحو مخرج السوق صوب منزله بعد معاينة عدد من الأكباش ذات أحجام مختلفة.

ويقول هذا الثلاثيني، الذي يعمل بأجر شهري لا يتعدى 3000 درهم في معامل الكابلاج، إنه يجب أن يبتعد هذا العام عن فكرة اقتناء كبش العيد، مشيرًا إلى أن الأسعار المرتفعة جدًا جعلته غير قادر على تحمل تكاليف شراء الأضحية.

ويضيف باندهش: “للأسف، لا يبدو أن الأمور ستتحسن في القريب العاجل، فعليّ أن أكون عمليًا وأتجنب الانفاق الزائد في هذه الأوقات الصعبة.”

الباعة بدورهم يتفاعلون مع هذه المشاعر بتبرير أسعار معروضاتهم بنقص المعروض وارتفاع تكاليف الرعاية والأعلاف.

ويقول أحد الباعة، بأسلوب متفهم ومتحفظ: “الأسعار ليست في يدي، إنما في يد السوق والعرض والطلب، ونحن نبذل قصارى جهدنا لتقديم الخدمة بأسعار مناسبة على قدر المستطاع.”

تتصاعد حالة التذمر والاستياء بين الأسر، حيث يجد الكثيرون أنفسهم محاصرين بين ارتفاع الأسعار المفاجئ وصعوبة الحصول على مواشي بأسعار معقولة. الباعة بدورهم، رغم جهودهم في تبرير الأسعار بنقص المعروض وارتفاع تكاليف الرعاية، يدركون أن هذا الارتفاع الجنوني يضع الكثيرين في موقف لا يحسدون عليه، مما يعكس حقيقة صعوبة الحياة الاقتصادية في الوقت الحالي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة