تواصل شواطئ المغرب حصد التميز البيئي، حيث شهد شاطئ واد لاو رفع شارة اللواء الأزرق الدولية للسنة الثالثة عشرة على التوالي، في اعتراف جديد بالتزام الجماعة المحلية والجهات المتدخلة بالمعايير الصارمة التي تفرضها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والمؤسسة الدولية للتربية البيئية.
وجرى حفل رفع اللواء البيئي بحضور عامل إقليم تطوان عبد الرزاق المنصوري، إلى جانب عدد من المسؤولين المحليين والمنتخبين وممثلي المجتمع المدني، كتتويج للجهود المبذولة للحفاظ على نظافة مياه الاستحمام، وضمان شروط الصحة والسلامة، والحرص على تهيئة بيئية متوازنة ومستدامة.
وفي تصريح له بالمناسبة، أوضح الإكليل سامي، المسؤول عن برامج قطب الساحل والمحيط بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أن اللواء الأزرق يمثل رمزاً عالمياً للتميز البيئي، مؤكداً أن الحفاظ على هذا التميز طيلة ثلاثة عشر عاماً يعكس العمل الجماعي والتنسيق المستمر بين مختلف المتدخلين، من سلطات محلية وجماعات ترابية ومجتمع مدني.
وأشار إلى أن هذا التتويج يمنح دفعة قوية لجاذبية المنطقة سياحياً واقتصادياً، داعياً إلى أن يشكل نجاح شاطئ واد لاو حافزاً لباقي الشواطئ المجاورة للارتقاء بمستوى التدبير البيئي.
ويأتي هذا الإنجاز في إطار برنامج “شواطئ نظيفة”، الذي يهدف إلى تأهيل الشواطئ المغربية وتحسيس المصطافين بأهمية المحافظة على نظافة الفضاءات البحرية، حيث سيرفع اللواء الأزرق هذا الصيف في 28 شاطئاً وأربعة مرافئ ترفيهية بالمغرب.
ويحتل المغرب حالياً المرتبة 21 عالمياً، والأولى عربياً والثانية إفريقياً من حيث عدد المواقع الحاصلة على اللواء الأزرق، ما يعكس تطور سياسات تدبير الشواطئ بالمملكة. ويعتمد منح هذه الشارة على أربعة معايير أساسية: جودة المياه، التوعية البيئية، السلامة، والتدبير المستدام.
ويستفيد من برنامج “شواطئ نظيفة” حوالي 68 جماعة ترابية، بدعم من المديرية العامة للجماعات الترابية، إلى جانب 25 شريكاً اقتصادياً وأكثر من 100 جمعية محلية، فضلاً عن مؤسسات وطنية مثل وزارة الانتقال الطاقي والصحة والوقاية المدنية ومديرية الموانئ.
تجدر الإشارة إلى أن شارة اللواء الأزرق التي أطلقتها مؤسسة التربية البيئية سنة 1987 تُعد من أبرز العلامات البيئية العالمية، ويبلغ عدد المواقع الحاملة لها سنة 2025 نحو 5195 موقعاً، يقع 95 في المائة منها في نصف الكرة الشمالي. وقد أدخلت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة هذه الشارة إلى المغرب سنة 2002، في إطار برنامج “شواطئ نظيفة”، بهدف الارتقاء بمستوى تدبير الشواطئ وضمان بيئة سليمة وآمنة للمصطافين.
