أحيت موسكو، الأحد، الذكرى العشرون لمجزرة مدرسة بيسلان، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 330 شخصاً، بينهم أكثر من نصفهم من الأطفال، في الهجوم الأكثر دموية في تاريخ روسيا الحديث. وقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة الموقع للمرة الأولى منذ المجزرة، مشبهاً الهجوم بعملية القوات الأوكرانية في منطقة كورسك.
في 1 سبتمبر 2004، اقتحمت مجموعة مسلحة من الشيشان “المدرسة رقم واحد” في بيسلان بمنطقة أوسيتيا الشمالية، واحتجزت أكثر من 1100 شخص من أولياء الأمور والمعلمين والتلاميذ لمدة 50 ساعة تقريباً. انتهت العملية بمقتل 334 شخصاً، منهم 186 طفلاً، وإصابة أكثر من 750 بجروح، بعد هجوم شنته القوات الروسية الخاصة وسط فوضى كبيرة.
خلال إحياء الذكرى، نظم طلاب سابقون نجوا من المجزرة مسيرة في باحة المدرسة، حاملين صور الضحايا ووروداً بيضاء. كما وضع أقارب وناجون ومسؤولون زهوراً عند صليب في صالة المدرسة الرياضية السابقة التي تحولت إلى نصب تذكاري.
عقدت مجموعة “أمهات بيسلان”، التي تضم أمهات الطلاب الذين قتلوا في الهجوم، مؤتمراً صحافياً حيث طرحت الأسئلة على بوتين بشأن استجابة أجهزة الأمن. وفي ظل الهجوم الذي وقع عام 2004، كان بوتين قد وصف الانفصاليين الشيشانيين بـ”الإرهابيين”، وبدأ حملة عسكرية واسعة ضدهم.
ورغم حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في عام 2017، الذي انتقد تعامل روسيا مع الهجوم، لم تقم السلطات بإجراء تحقيق جديد فعال حتى الآن. وكتبت المحامية تاتيانا تشيرنيكوفا من مجموعة “ميموريال” الحقوقية، قائلة: “بعد 20 عاماً، لم يتم إجراء تحقيق جديد، رغم التزام السلطات بذلك قانونياً”.
وفي زيارته الأخيرة لمدرسة بيسلان، قارن بوتين الهجوم بالعملية العسكرية الأوكرانية في كورسك، مشيراً إلى أن روسيا ستنجح في تحقيق أهدافها في مواجهة ما وصفه بـ”النازيين الجدد”، كما حققت أهدافها في الحرب على الإرهاب.
عذراً التعليقات مغلقة