فجعت مدينة أكادير مساء أمس الثلاثاء بوفاة شابة في العشرينيات من عمرها داخل مصحة خاصة، عقب خضوعها لعملية ولادة قيصرية، في حادثة أثارت صدمة واسعة وتساؤلات حول ظروف وملابسات الوفاة التي وصفتها عائلتها بـ“الغامضة”.
وكشف خال الراحلة، حسين، في تصريحات مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، عما اعتبره “ظروفاً مأساوية” أحاطت بالحادث، موجهاً اتهامات مباشرة للطاقم الطبي بالإهمال وسوء التدبير الذي أفضى إلى وفاة الشابة، التي تُعد شقيقة لاعب بارز بفريق حسنية أكادير.
وأوضح المتحدث أن ابنة شقيقته، البالغة من العمر 20 عاماً، لم تكن تعاني من أي أمراض مزمنة وكانت تتمتع بصحة جيدة، حيث دخلت المصحة يوم السبت استعداداً للولادة، لكن القابلة أبلغتهم بأن موعد الوضع لم يحن بعد، وحددت لها موعداً جديداً يوم الإثنين.
وفي اليوم المحدد، وبعد انتظار طويل دون تقدم في الولادة الطبيعية، قرر الطاقم الطبي مساء الاثنين اللجوء إلى عملية قيصرية. وأشار الخال إلى أن الأطباء بدؤوا بتخدير موضعي لم يكن فعالاً، ما اضطرهم إلى استعمال التخدير الكلي، وهو إجراء أثار شكوك العائلة بشأن ضرورته، خاصة أن الشابة تلقت جرعتين من التخدير في وقت وجيز.
وبحسب روايته، فإن المولودة وُلدت سليمة، غير أن الأم لم تستفق من التخدير، وظلت في غيبوبة وسط قلق العائلة التي تلقت إشعاراً من الطاقم الطبي بأن حالتها حرجة، إذ سجل نبض قلبها 200 نبضة في الدقيقة دون معرفة السبب.
وأضاف حسين أن العائلة عاشت ساعات عصيبة وسط شح المعلومات وتضاربها، إذ كانوا يراقبون ابنتهم من خلف الزجاج وهي على أجهزة التنفس الصناعي، دون تطمينات واضحة من إدارة المصحة.
واتهم خال الضحية إدارة المصحة بالتضليل، متهماً مدير المصحة بمحاولة تفسير الحالة عبر البحث عن مرض نادر في محرك “غوغل” أمام العائلة، كما طلب منهم شراء دواء مهدئ من صيدلية خارجية بدعوى المساعدة في استقرار حالتها، وهو ما اعتبرته العائلة محاولة لإخفاء خطأ طبي محتمل.
وأكد المتحدث أن مدير المصحة أبلغ زوج الراحلة بوفاتها بشكل مقتضب قبل أن يغادر سريعاً دون تقديم أي تبرير أو مواساة للعائلة المنكوبة.
وحمّل خال الضحية المصحة والطاقم الطبي، بما فيهم الطبيبة المشرفة وأخصائية التخدير، المسؤولية الكاملة عن وفاة الشابة، متهماً إياهم بالإهمال الجسيم والخطأ الطبي الذي أودى بحياتها.
وفيما لم تصدر المصحة أي توضيح رسمي حتى الآن، شددت العائلة على تمسكها بحق ابنتها، مطالبة بفتح تحقيق عاجل من الجهات المختصة لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين، كما وجهت نداء إلى الملك محمد السادس للتدخل وإنصافهم وضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي مستقبلاً.