توفي وزير الخارجية المغربي الأسبق محمد بن عيسى عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد مسيرة حافلة في السلكين الدبلوماسي والسياسي استمرت لعقود، حيث كان أحد الأسماء البارزة في المشهدين السياسي والثقافي بالمغرب.
وقد شهدت حالته الصحية تدهورًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، ما دفعه إلى الابتعاد عن مهامه كرئيس للمجلس الجماعي لمدينة أصيلة لأكثر من ثلاثة أشهر. وفي 23 فبراير 2025، تم نقله إلى المستشفى العسكري بالرباط بناءً على تعليمات ملكية، إثر تعرضه لوعكة صحية حادة، حيث وافته المنية بعد صراع مع المرض.
وُلد الراحل في 3 يناير 1937 بمدينة أصيلة، وبدأ مسيرته المهنية في مجال الإعلام كملحق إعلامي في البعثة المغربية الدائمة لدى الأمم المتحدة، قبل أن يتولى وزارة الثقافة بين عامي 1985 و1992. ثم شغل منصب سفير المملكة المغربية في واشنطن من 1993 إلى 1999، ليتم تعيينه بعدها وزيرًا للشؤون الخارجية من 1999 إلى 2007، حيث لعب دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الخارجية للمغرب وترسيخ مكانته الدبلوماسية على الساحة الدولية.
وإلى جانب دوره السياسي، كان بن عيسى أيضًا شخصية ثقافية بارزة، إذ ارتبط اسمه بمدينة أصيلة، التي حولها إلى منارة ثقافية عالمية من خلال تأسيسه مهرجان أصيلة الثقافي السنوي، الذي أصبح منصة للحوار الفكري والتبادل الثقافي بين كبار الأدباء والفنانين من مختلف أنحاء العالم.
تكريمًا لمسيرته الطويلة، حصل بن عيسى على العديد من الأوسمة والجوائز، أبرزها وسام العرش من درجة قائد في عام 2008، تقديرًا لإسهاماته في خدمة الوطن والدبلوماسية المغربية.