أكد يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، أن النهوض بالصحافة في العصر الرقمي يتطلب نقاشاً مجتمعياً شاملاً لا يقتصر على المهنيين فقط، بل يشمل كل الفاعلين من برلمان، وأحزاب، ونقابات، ومجتمع مدني. وشدد على أن التنظيم الذاتي للصحافة ينبغي أن يكون مفتوحاً على الجمهور، وليس مقتصراً على الصحفيين، مستشهداً بتجارب دولية مثل البرتغال والهند وكتالونيا، حيث يشارك ممثلون عن المجتمع في هيئات التنظيم الذاتي.
وأوضح مجاهد أن التنظيم الذاتي ليس نقابة أو هيئة مهنية مغلقة، بل آلية مجتمعية تهدف إلى ضمان صحافة مسؤولة في خدمة المجتمع، مبرزاً أن العديد من مجالس الصحافة في العالم يرأسها قضاة، جامعيون، أو شخصيات مستقلة وذات كفاءة.
وخلال لقاء مع طلبة وأساتذة جامعة السلطان مولاي سليمان، أبرز مجاهد أهمية تعزيز التعاون بين الصحافة والجامعات، من خلال توقيع اتفاقية إطار مع وزارة التعليم العالي لتبادل الخبرات، وتطوير الإنتاج العلمي، وتعزيز الثقافة القرائية. واعتبر أن الصحافة لم تستفد بعد من الإمكانيات المعرفية الغنية التي توفرها المؤسسات الجامعية.
ودعا إلى مزيد من الانفتاح على الفضاء الجامعي، مشدداً على أن الجامعات تمثل رافداً مهماً للمعلومات والتحليل العلمي، وأن من الضروري أن تواكب الصحافة العمل الجامعي، لما لذلك من أثر إيجابي على جودة المضامين الإعلامية.
وختم مجاهد مداخلته بالتأكيد على أن التنظيم الذاتي للصحافة يشكل ركيزة أساسية لصون أخلاقيات المهنة، وأن تعميق الشراكة مع الجامعات يمثل أحد المسارات الاستراتيجية للنهوض بالصحافة الوطنية.