في مشهد طالما انتظره اللبنانيون، أوقف رياض سلامة، الحاكم السابق لمصرف لبنان، إثر استجوابه في قضية اختلاس أموال تُقدر بأكثر من أربعين مليون دولار. سلامة، الذي كان لعقود عراب استقرار الليرة وانتعاش الاقتصاد اللبناني ما بعد الحرب الأهلية، أصبح الآن محور تحقيقات محلية وأوروبية تشتبه في أنه راكم أصولًا عقارية ومصرفية بشكل غير قانوني، واستغل منصبه في إساءة استخدام أموال عامة وتحويلها إلى حسابات في الخارج.
طوال سنوات، كان سلامة يُعتبر رمزًا للنجاح المالي في لبنان، حيث نال جوائز دولية وأوسمة تقدير. لكنه، منذ انهيار الاقتصاد اللبناني عام 2019، واتهامه بتفاقم الأزمة المالية من خلال سياسات نقدية مثيرة للجدل، بات يُحمَّل مسؤولية كبيرة عن انهيار العملة الوطنية وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
وبينما يواجه سلامة مذكرات توقيف صادرة عن فرنسا وألمانيا بتهم تتعلق بالفساد والإثراء غير المشروع، يواصل الدفاع عن نفسه، مشيرًا إلى أن ثروته جاءت من عمله السابق في القطاع المالي واستثمارات خاصة. ومع ذلك، يبقى مصيره غامضًا في ظل تحقيقات محلية ودولية قد تغير مجرى حياته ومسيرته المهنية بشكل جذري.
عذراً التعليقات مغلقة