الحرائق تلتهم لوس أنجلوس: خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة

sabkمنذ 5 ساعاتآخر تحديث :
الحرائق تلتهم لوس أنجلوس: خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة

لوس أنجلوس-تشهد مدينة لوس أنجلوسومحيطها سلسلة من الحرائق المدمرة التي ألحقت خسائر بشرية ومادية هائلة، حيث لقي خمسة أشخاص مصرعهم على الأقل، وأُجبر أكثر من 130 ألف شخص على إخلاء منازلهم في ظل رياح عاتية وجفاف غير مسبوق.

اندلعت النيران في عدة مناطق من المدينة، أبرزها حي باسيفيك باليسايدس الراقي، حيث أتت الحرائق على أكثر من 6500 هكتار ودمرت أكثر من ألف منزل ومبنى. وفي حي ألتادينا شمال لوس أنجلوس، قال وليام غونزاليس، أحد السكان المتضررين: “لقد فقدت كل شيء تقريبًا، النيران أحرقت أحلامي ولم يتبق سوى الرماد”.

ووصلت النيران إلى تلال هوليود الشهيرة، مهددة معالم بارزة مثل جادة هوليود بوليفارد ومسرح “تشاينيز ثياتر”، ما أدى إلى توقف إنتاج العديد من الأعمال السينمائية وتعليق فعاليات فنية، بما في ذلك تأجيل إعلان الترشيحات لجوائز الأوسكار.

تشكل الرياح العاتية المعروفة باسم “سانتا آنا” تحديًا كبيرًا لفرق الإطفاء، حيث تساهم في انتشار الحرائق بسرعة فائقة. وقالت رئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس خلال مؤتمر صحفي: “تشهد المدينة رياحًا بقوة إعصار، إلى جانب جفاف حاد جدًا”.

خبراء الأرصاد أوضحوا أن قوة هذه الرياح بلغت مستويات غير مسبوقة منذ عام 2011، مما يزيد من صعوبة احتواء الحرائق التي تمتد بسرعة إلى الضواحي الشمالية للمدينة.

رئيس فرق الإطفاء في المدينة أنتوني مارونة أكد أن الموارد المتاحة غير كافية لمواجهة هذا الوضع الطارئ. ويعمل أكثر من 7500 إطفائي، بعضهم من ولايات أخرى، على مكافحة النيران التي وصفها حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم بأنها “حرائق غير مسبوقة”.

وأضافت السلطات أن ثلاثة خزانات مائية رئيسية فرغت بسبب الجهود المكثفة لإخماد النيران، ما دفعها لدعوة السكان إلى ترشيد استهلاك المياه.

استغل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الحرائق لمهاجمة سياسات الحزب الديمقراطي وحاكم الولاية غافن نيوسوم. واتهم ترامب، عبر شبكته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، نيوسوم بسوء إدارة موارد المياه وتحويلها لحماية أنواع من الأسماك “غير المفيدة”.

في المقابل، ألغى الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة إلى إيطاليا للتفرغ لإدارة الأزمة، بعدما أعلن تخصيص مساعدات فدرالية عاجلة للمتضررين.

يشير العلماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يسهم في زيادة تواتر وشدة الكوارث الطبيعية مثل حرائق الغابات. وشهدت كاليفورنيا عامين ماطرين انعشَا الغطاء النباتي، الذي أصبح الآن وقودًا للنيران بسبب الجفاف الذي يضرب الولاية هذا الشتاء.

حرائق لوس أنجلوس ليست مجرد أزمة محلية، بل تمثل تحذيرًا صارخًا من تداعيات التغير المناخي وضعف الاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية. ومع استمرار الرياح والجفاف، تبدو الحاجة ملحة إلى استراتيجيات شاملة تعزز إدارة الموارد وحماية الأرواح والممتلكات.

المصدر/ الفرنسية
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة