تصاعدت موجة جدل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، عقب انتشار فيديو يحذر من ممارسات غير مشروعة في بعض مراكز “الحجامة”. الفيديو أثار صدمة لدى الكثيرين، حيث أشار صاحبه إلى استغلال هذه التقنية العلاجية التقليدية لأغراض مشبوهة، بما في ذلك استخدام دماء الزبائن في أعمال الشعوذة والسحر، خصوصاً لاستخراج الكنوز، مع التركيز على فئة معينة من الأشخاص يصفهم البعض بـ”الزوهريين”.
في الفيديو، أكد صاحبه أن الحجامة لم تعد مقتصرة على فوائدها الصحية، بل أصبحت مدخلاً لاستغلال الزبائن. وسلط الضوء على حالة ضحية فقدت حوالي 30 كيلوغراماً من وزنها بعد جلسة حجامة، زاعماً أن دمها استُخدم في طقوس شعوذة تهدف لاستخراج الكنوز.
تسبب الفيديو في انقسام بين المغاربة. فبينما أيد البعض التحذيرات، واعتبروها انعكاساً لحوادث مشابهة عايشوها أو سمعوا عنها، رفض آخرون تلك الاتهامات معتبرينها مبالغات تسيء إلى سمعة الحجامة، التي تُعد جزءاً من الطب النبوي والعلاج التقليدي.
من بين المؤيدين، علقت إحدى المتابعات بأن أختها تعرضت لممارسات مشابهة أثناء جلسات الحجامة، حيث تم الكشف عن أنها “زوهريّة”، ما أثار مخاوفها ودفعها للتوقف عن متابعة الجلسات.
أما المعارضون، فقد أكدوا على الفوائد الصحية المثبتة للحجامة، مستشهدين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “خير ما تداويتم به الحجامة”. واعتبروا أن ربط الحجامة بالشعوذة أمر غير منطقي، مشيرين إلى أن المستشفيات ومراكز التبرع بالدم أولى بأن تكون محور هذه الادعاءات إذا كانت حقيقية.
تاريخياً، عُرفت الحجامة كوسيلة علاجية فعالة لعلاج العديد من الأمراض وتحفيز الدورة الدموية، ما جعلها تحظى بشعبية واسعة بين الناس. إلا أن الاتهامات الأخيرة أضفت ظلالاً من الشك حول بعض ممارساتها، خاصة في ظل غياب الرقابة على المراكز التي تقدم هذه الخدمة.
الجدل الدائر يعكس أزمة ثقة متزايدة في بعض الممارسات التقليدية، ويطرح تساؤلات حول دور الجهات المعنية في مراقبة مراكز الحجامة وضمان التزامها بالمعايير الصحية والمهنية.
بين مؤيد ومعارض، يبقى الجدل حول الحجامة في المغرب مرآة لتداخل العادات التقليدية مع الممارسات المشبوهة. ومع تنامي المخاوف، يبدو أن الحاجة أصبحت ملحة لتعزيز الرقابة وتوعية المواطنين لضمان ممارسة الحجامة في إطارها الصحي والعلاجي المشروع.