يعتبر سمك السردين من العناصر الأساسية في النظام الغذائي للمغاربة، حيث يحظى بشعبية كبيرة بفضل ثمنه المناسب وقيمته الغذائية العالية، خاصة بين الأسر ذات الدخل المحدود. إلا أن أسعاره شهدت ارتفاعًا ملحوظًا مؤخراً، إذ تجاوزت الأسعار 25 درهمًا للكيلوغرام، ما أثار استياءً واسعًا وسط المستهلكين، الذين يعانون بالفعل من غلاء أسعار العديد من المواد الغذائية.
أسباب متعددة وراء الزيادة
بحسب حميد حليم، رئيس مؤسسة “المغرب الأزرق”، يرجع ارتفاع أسعار السردين إلى مجموعة من العوامل الطبيعية والسياسية. أول هذه العوامل هو قلة العرض الناتج عن الظروف الجوية غير المستقرة، والتي تؤثر على قدرة مراكب الصيد على الإبحار، مما يقلل المعروض في الأسواق ويرتفع الأسعار بشكل مباشر.
ويشير حليم إلى أن الإنتاج الطبيعي للسردين يتراجع في هذه الفترة من السنة، حيث يتم إقرار فترة الراحة البيولوجية في المناطق الجنوبية للمملكة، مما يؤدي إلى إغلاق المصايد بين طانطان وطرفاية. هذه الإجراءات، التي تهدف إلى حماية المخزون السمكي، تساهم في تقليص الإنتاج وتفاقم الأزمة.
التغير المناخي وتأثيره على الثروة السمكية
الظروف المناخية تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم الوضع، إذ أدى ارتفاع درجات حرارة المياه في المحيط الأطلسي إلى دفع السردين نحو مناطق أكثر برودة، مما أثر على توفره في المياه التقليدية. كما أن الجفاف وانخفاض منسوب الأنهار قللا من المغذيات البحرية الضرورية لتكاثر السردين ونموه، مما أثر سلبًا على المخزون السمكي.
تحديات اقتصادية تتضاعف
تزامن ارتفاع أسعار السردين مع موجة غلاء شاملة في العديد من المواد الغذائية الأساسية، مما يضاعف من معاناة الأسر، خاصة تلك ذات الدخل المحدود. ومن هنا، يبدو أن التدخل العاجل من الجهات المعنية أصبح أمرًا ضروريًا. فالحلول مثل تشجيع الاستزراع السمكي أو تحسين سلاسل التوزيع قد تكون ضرورية لضمان استقرار السوق وتخفيف الضغوط على المستهلكين.
إن الوضع الراهن يتطلب استجابة سريعة من السلطات لتوفير الحلول المناسبة التي تحافظ على توازن الأسعار وتكفل الوصول إلى السردين كغذاء رئيسي لمختلف شرائح المجتمع.
