في حكم قضائي بارز، أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة إنزكان قرارًا تاريخيًا لصالح الفنانة فاطمة تابعمرانت، بعد سنوات من التعدي على حقوقها الفنية من قبل متطفلين في مجال الفن، وذلك في ظل تنامي ظاهرة قرصنة الإبداعات الفنية والفكرية في وسائل التواصل الاجتماعي والمهرجانات الخاصة.
وقد أضحت هذه الظاهرة تهدد حقوق الفنانين والمبدعين المغاربة، حيث تم سرقة العديد من الأغاني وتزويرها، مما حرم أصحابها الأصليين من حقوقهم. وكانت الفنانة فاطمة تابعمرانت من بين أولى المتضررين من هذا الاستغلال غير المشروع لأعمالها، حيث تعرضت أعمالها الفنية للقرصنة لمدة تتجاوز عشرين عامًا من قبل فنانين غير مرخص لهم.
وعلى الرغم من تسجيلها لجميع أعمالها الفنية في المكتب المغربي لحقوق المؤلفين لحمايتها من السرقات الفكرية، إلا أنها تعرضت لانتهاك حقوقها في أكثر من مناسبة، مما دفعها إلى رفع دعوى قضائية ضد فنانة كانت تستغل أغانيها في المهرجانات ووسائل التواصل الاجتماعي دون إذن منها.
في جلسة 9 يناير 2025، أصدرت محكمة إنزكان حكمًا ابتدائيًا يقضي بتغريم المتهمة بمبلغ 15 ألف درهم، مع تحميلها مصاريف القضية، فضلاً عن تعويض الفنانة فاطمة تابعمرانت بمبلغ 50 ألف درهم. كما ألزمت المحكمة المتهمة بحذف جميع الأغاني التي قامت بقرصنتها من مواقع الإنترنت، مع أمرها بإزالة أي محتوى متعلق بالفنانة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد تابعت النيابة العامة المتهمة بتهمة خرق حقوق المؤلف وفقًا للقانون رقم 2.00، المتعلق بحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة. وفي شهادتها أمام المحكمة، اعترفت المتهمة بأنها كانت تؤدي أغاني الفنانة فاطمة تابعمرانت في المهرجانات والحفلات دون إذن. وبعد دراسة الأدلة، اقتنعت المحكمة أن المتهمة عمدت إلى نشر واستنساخ الأغاني الخاصة بالمشتكية دون إذن منها، وهو ما يشكل خرقًا واضحًا للقانون.
ورغم إدانتها، قررت المحكمة منح المتهمة ظروف التخفيف القضائي نظرًا لوضعها الاجتماعي والعائلي، مما جعل العقوبة تقتصر على الغرامة المالية.
من جهة أخرى، أكدت مصادر مقربة من الملف أن الفنانة فاطمة تابعمرانت قد قامت بتوجيه عدة إنذارات للمتهمة قبل اللجوء إلى القضاء، إلا أن الأخيرة استمرت في استغلال أغانيها دون إذن.
عذراً التعليقات مغلقة