الرباط – في سياق دينامية الإصلاح الشامل لمنظومة العدالة، اختارت وزارة العدل أن تجعل من مشاركتها في الدورة الـ30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنعقد من 17 إلى 27 أبريل الجاري بالرباط، منصة لتعميق النقاش المجتمعي حول عدد من القضايا الحيوية، وعلى رأسها إصلاح مدونة الأسرة وتعزيز المساواة بين الجنسين.
وحسب بلاغ صادر عن الوزارة، فإن هذه الأخيرة أعدت رواقاً عصرياً وتفاعلياً يقدم تجربة متكاملة للزوار، تجمع بين عرض الإصدارات القانونية الحديثة، والخدمات الرقمية، والتفاعل المباشر مع أطر الوزارة، إلى جانب تنظيم سلسلة من الندوات الفكرية واللقاءات المفتوحة التي تلامس قضايا جوهرية في النقاش العمومي.
ويتصدر برنامج الرواق ندوة محورية بعنوان “مدونة الأسرة بين الواقع والمستجدات التشريعية”، يشارك فيها نخبة من القضاة، والباحثين، والحقوقيين، لمقاربة الإشكاليات العملية والنصية التي تواجه الأسرة المغربية واقتراح سبل تجويد النصوص القانونية بما يواكب التحولات المجتمعية.
وفي السياق ذاته، يُنظم لقاء فكري حول موضوع “مقاربة النوع بين التشريع والفقه الإسلامي”، يسعى إلى تقديم قراءة متعددة الأبعاد للتحديات المرتبطة بالمساواة بين الجنسين، من خلال تفاعل المرجعية الدستورية مع الاجتهادات الفقهية والنقاشات الحقوقية الحديثة.
الرواق يشمل أيضاً ندوات أخرى ذات طابع اجتماعي وقانوني، من بينها “العقوبات البديلة: خطوة نحو أنسنة النظام الزجري”، و**”تعزيز الولوج العادل للمهاجرين إلى العدالة”، و“دور الإعلام الجديد في تشكيل الوعي الحقوقي والقانوني”**، إلى جانب ندوة حول “الدفع بعدم دستورية القوانين: بين النص والممارسة”، وقراءة في كتاب “البرلمان وحقوق الإنسان” للباحث عبد الرزاق الحنوشي.
وفي مبادرة لافتة، تستضيف الوزارة الممثلة والمخرجة سناء عكرود في لقاء مفتوح حول فيلمها “الوصايا”، الذي يسلط الضوء على قضايا العدالة الجندرية من زاوية فنية وإنسانية، مما يعكس انفتاح وزارة العدل على التعبيرات الثقافية والإبداعية في معالجة قضايا العدالة.
وحرصاً منها على إشراك مختلف الفئات العمرية، خصصت الوزارة في رواقها فضاءً للأطفال، من خلال ورشات تفاعلية، من بينها ورشة بلغة الإشارة موجهة لفائدة شابات وشباب مؤسسة للا أسماء للصم، بالإضافة إلى أنشطة تربوية لفائدة أطفال المؤسسة المحمدية لقضاة وموظفي العدل، وذلك بهدف ترسيخ ثقافة العدالة والانتماء المؤسسي منذ سن مبكرة.
مشاركة وزارة العدل في معرض الكتاب هذه السنة تعكس وعياً بأهمية التفاعل مع الجمهور، والانفتاح على النقاش العمومي، وضرورة جعل القانون في قلب الحياة الثقافية والاجتماعية، خصوصاً في ظل التحولات العميقة التي تعرفها المملكة على المستويات الحقوقية والتشريعية.
عذراً التعليقات مغلقة