وفاة مناضل بارز: حسن كمون في ذمة الله

sabkمنذ ساعتينآخر تحديث :
وفاة مناضل بارز: حسن كمون في ذمة الله

جريدة السبق الاخبارية

الرباط – 1 سبتمبر 2025 – انتقل إلى رحمة الله، في الساعات الأولى من صباح اليوم، الحقوقي والمناضل البارز حسن كمون، رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، وعضو المجلس الوطني لفيدرالية اليسار، في خبر نزل كالصاعقة على الساحة الحقوقية والسياسية بالمغرب.

مسيرة حقوقية طويلة وتاريخ مهني متنوع

ولد الراحل بمدينة القنيطرة، وتلقى تعليمه العالي بالمدرسة الوطنية للفلاحة في مكناس حيث حصل على دبلوم مهندس دولة، ثم تابع دراسته بجامعة تولوز في فرنسا حيث نال شهادة الدراسات العليا في التواصل والتنمية.
مهنياً، اشتغل مهندساً في وزارة الفلاحة قبل أن يتجه نحو العمل كخبير بمكاتب دراسات متخصصة، متعاوناً مع منظمات وطنية ودولية في مجالات التنمية والتواصل.

مناضل حقوقي من الجيل المؤسس

ارتبط اسم حسن كمون مبكراً بالحركة الحقوقية المغربية، إذ كان من مؤسسي فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مكناس، قبل أن يساهم في تأسيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، الذي شغل فيه منصب نائب الرئيس لسنوات، إلى أن انتُخب رئيساً.
كما تولى مهام على الصعيدين المغاربي والدولي، من بينها عضويته في الائتلاف المغاربي لمنظمات حقوق الإنسان، وشغله منصب أمين المال في التحالف الدولي ضد الاختفاء القسري.

نضاله في سنوات الرصاص

لم تكن مسيرته خالية من التضحيات، فقد تعرض كمون للاعتقال السياسي منتصف ثمانينيات القرن الماضي خلال فترة ما يعرف بسنوات الجمر والرصاص، وهو ما زاد من إصراره على مواصلة النضال من أجل كشف الحقيقة وجبر الضرر.

رئاسة المنتدى واستمرارية العمل

في أبريل 2018، انتُخب رئيساً للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف خلفاً للمحامي مصطفى المانوزي. وبعد ست سنوات من العمل الحقوقي الدؤوب، جدد المؤتمر الوطني السادس للمنتدى المنعقد بمراكش الثقة فيه لقيادة مؤسسة ظلت ترفع شعار: “الديمقراطية ضمان لعدم التكرار”.

خسارة كبيرة للمشهد الحقوقي

يشكل رحيل حسن كمون خسارة مؤلمة للحركة الحقوقية، فقد كرّس حياته من أجل الدفاع عن الحقيقة والذاكرة والعدالة الانتقالية، وظل حاضراً بقوة في النقاش العمومي حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مؤمناً بأن المغرب لا يمكن أن يتقدم إلا بترسيخ قيم الحرية والكرامة والإنصاف.


خلاصة الأرواح والأثر

برحيل حسن كمون، يفقد المغرب واحداً من أبرز وجوه النضال المدني والحقوقي، ورمزاً من رموز الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. وسيبقى إرثه النضالي حاضراً في ذاكرة الحركة الحقوقية كنبراس يلهم الأجيال القادمة

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة