عبّر عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، عن قلقه من حالة عدم اليقين التي تخيم على الساحة الدولية في ظل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى أن تقلب المواقف السياسية، خاصة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يجعل من الصعب استشراف تأثيرات مباشرة على الاقتصاد الوطني.
وفي ندوة صحافية أعقبت الاجتماع الفصلي الثاني لمجلس بنك المغرب، اليوم الثلاثاء، أوضح الجواهري أنه تابع باهتمام أنباء وقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران، إلا أن التطورات المتلاحقة خلال ساعات قليلة أعادت مشاهد القصف المتبادل، قائلاً في تعليق لافت: “نتساءل: هل توقفت الحرب فعلاً؟ أم نحن بصدد حرب تصريحات وبلاغات متضاربة؟”
وأضاف الجواهري أن الغموض سيد الموقف حالياً، مشبّهاً المشهد بـ”آيات الليل تمحوها آيات النهار”، في إشارة إلى تناقض الأخبار وتبدلها المستمر.
واعتبر والي بنك المغرب أن قرارات ترامب المتسارعة والمتناقضة تخلق حالة من التوتر في الأسواق، مضيفاً: “الرئيس الأميركي يصرّح ثم يتراجع، وهذا السلوك يُربك التوقعات ويجعل من الصعب اتخاذ قرارات اقتصادية دقيقة على المستوى الوطني”.
وأكد الجواهري أن البنك المركزي يراقب تطورات الوضع عن كثب، مشيراً إلى أن هناك تواصلاً دائماً مع أعضاء مجلس البنك، ويمكن اتخاذ إجراءات مناسبة قبل الاجتماع المقرر في نهاية شتنبر، إذا استدعت الظروف ذلك.
كما تطرق إلى العلاقة المتوترة بين ترامب والبنك الفيدرالي الأميركي، مشيراً إلى أن “الرئيس يهاجم المؤسسة النقدية الأميركية، لكنها تحافظ على استقلاليتها ولم تغيّر موقفها بخصوص سعر الفائدة الرئيسي”.
وختم الجواهري حديثه بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة تتطلب أقصى درجات الحذر في التدبير النقدي والاقتصادي، في ظل تقلبات دولية متسارعة يصعب معها بناء توقعات مستقرة أو حاسمة.
