الرياض-أكدت السيدة ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، خلال مشاركتها في الاجتماع الوزاري الدولي الرابع للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، الذي انطلق اليوم الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض، التزام المغرب بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في قطاع المعادن. وأشارت في مداخلتها إلى أن القارة الإفريقية باتت محور اهتمام عالمي بفضل ثرواتها المعدنية الهائلة، التي تعد أساسية لتطوير الصناعات التحويلية. كما شددت على ضرورة استغلال هذه الموارد بطريقة تحترم القوانين الاجتماعية ومعايير العمل، خاصة ما يتعلق بمكافحة استغلال الأطفال.
وأبرزت الوزيرة أن التحول الطاقي يتطلب استغلال المعادن بشكل مستدام ومسؤول، مع التركيز على إدماج التكنولوجيا والقوانين لضمان إنتاج تنافسي وتقليل التأثيرات البيئية. وقدمت في هذا السياق مبادرة المغرب التي أطلقت عليها اسم ممر “أو تي سي”، الذي يركز على ثلاثة محاور: المصدر، الذي يشمل إدماج تقنيات وقوانين تتيح إنتاج الموارد المعدنية بفعالية وتأثير بيئي منخفض؛ والعبور، الذي يسعى إلى تخفيف الحواجز التجارية لتسهيل حركة المعادن؛ والشهادة، التي تضع قوانين لضمان استدامة الموارد وتقليل التأثيرات البيئية لأنشطة التعدين.
كما دعت الوزيرة إلى تعزيز البحث العلمي في مجالات إعادة التدوير، والاقتصاد الدائري، وإدارة الموارد المائية بشكل أفضل، مع تقليل التأثيرات البيئية لأنشطة التعدين. وأشادت بالتقدم المحرز في إنشاء ثلاثة مراكز إقليمية للتميز في إفريقيا وغرب ووسط آسيا، من بينها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في المغرب، التي ستعمل على تدريب الشباب وتعزيز الاستكشاف الجيولوجي وخلق صناعة معدنية مبتكرة ومستدامة. وستدعم هذه المراكز ثلاثة مراكز أخرى في كندا، المملكة المتحدة، أستراليا، تركيا، والولايات المتحدة، بهدف تبادل المعرفة وتعزيز التعاون الدولي.
شهد الاجتماع مشاركة مسؤولين حكوميين من 85 دولة، و50 من قادة المنظمات الدولية واتحادات الأعمال، إضافة إلى أكثر من 250 متحدثًا من كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع التعدين، مما يعكس أهمية هذا الحدث كمنصة لتعزيز التعاون واستكشاف الفرص الاستثمارية. وجاء المؤتمر، الذي انعقد تحت شعار “تحقيق الأثر”، ليؤكد على أهمية الاستكشاف، التعدين، الابتكار، الاستدامة، وسلاسل القيمة المضافة، في تحقيق التحول الطاقي وتطوير الصناعات الحديثة.
هذا الحدث يندرج ضمن جهود المملكة العربية السعودية لتعزيز قطاع التعدين كركيزة ثالثة لاقتصادها الوطني، وتسليط الضوء على دورها القيادي في دعم التحول العالمي المستدام في هذا القطاع الاستراتيجي.