نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أعرب عن قلقه البالغ تجاه الوضع السياسي في المغرب، واصفًا إياه بأنه “خطير” ويدعو صناع القرار في الدولة إلى التوقف عنده بجدية. وقد ركز بنعبد الله في تصريحاته على ظاهرة عزوف الشباب والمواطنين عن المشاركة في الانتخابات، مشيرًا إلى الانتخابات الجزئية الأخيرة التي جرت في العاصمة الرباط.بنعبد الله أكد أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات كانت منخفضة بشكل غير مسبوق، حيث لم تتجاوز 6.6%، وهو ما يعكس أدنى مستوى من المشاركة ليس فقط في المغرب بل على مستوى العالم. وأضاف أن هذه الانتخابات شهدت استخدامًا مكثفًا للأموال، ومع ذلك، فإن النسبة الضئيلة للمشاركة تبقى لافتة.وذكر بنعبد الله أن الانتخابات الجزئية التي أقيمت في دائرة المحيط، التي تضم 179 ألف مسجل، شهدت تصويت 7200 ناخب فقط، منهم 1200 ورقة ملغاة. واعتبر أن نسبة التصويت المتدنية تعكس عدم الثقة الكبيرة في النظام السياسي، خصوصاً لدى الشباب.كما انتقد بنعبد الله ما وصفه بالخروقات الواسعة واستخدام المال في الانتخابات، مؤكداً أن هذا التلاعب ساهم في تعزيز عزوف الناخبين. وأضاف أن هناك ظاهرة متنامية تتمثل في تبجح بعض الأحزاب بنتائج الانتخابات، في حين أن هذه النتائج قد تكون تحققت بفضل المال وليس عبر إرادة ناخبة حقيقية.واعتبر بنعبد الله أن هذا الوضع يرمز إلى أزمة ثقة كبيرة في النظام السياسي، قائلاً إن الوضع الحالي يذكّر بالفترة التي سبقت دستور 2011. وأشار إلى أن هناك فجوة بين النصوص الدستورية والممارسات العملية، حيث أن المناقشات مع صناع القرار غالباً ما تشير إلى وجود ضمانات دستورية، بينما الواقع يظل بعيداً عن تلك الوعود، كما برزت بوضوح في الانتخابات الأخيرة التي شابتها خروقات مالية.
عذراً التعليقات مغلقة